المِدوار أو الجيروسكوب Gyroscope هو تقنية لحفظ الزخم الزاوي. ونراه في حياتنا اليومية الآن في عدد من التقنيات مثل سيغواي Segway ذاتية التوازن وتطبيقات أخرى مشابهة. وقد يَسهُل فهمه باستذكار الخذروف والدوامة spinner وهي آلة يلعب بها الصغار، فتُدار باليد وتبقى متوازنة.
وحيث أن الفكرة تنص على وجود مِدوار كبير يلُف حول مركزه بسرعة كبيرة، وتبعاً للصعوبات المتعلقة بالحجم، فقد تم تطوير أنواع حديثة من المدوار تعتمد على الليزر لاستخدامها في معظم الطائرات الحديثة والأقمار الصناعية باسم Ring laser gyroscope.
بداية الجيروسكوب كما نراه الآن تعود للقرن التاسع عشر، حيث صنع العالم فوكو Foucault مدواراً يتألف من دولاب يدور بعدد دوران كبير ويستند إلى محاور حرة الحركة وذلك بهدف قياس دوران الأرض، وسمي هذا الجهاز جايروسكوب gyroscope انطلاقاً من الكلمة اليونانية gyros (دوران).
أما فيما يتعلق بقطاع النقل، فقد استخدم العالم الروسي بيتور شيلوفسكي بداية القرن الماضي الجيروسكوب لموازنة مركبة بعجلتين، وفي ذات الوقت تقريباً قام المخترع الانجليزي الاسترالي لويس برينان باختبار قطار يستخدم الجيروسكوب ويتوازن على سكة واحدة.
و مؤخراً استخدم الجيروسكوب في الهواتف الذكية، وبالتحديد في عام 2010 في جهاز الأي فون الرابع، ولكن بعد أن تم تحويله إلى دائرة إليكترونية دقيقة – ولكن معقدة بدرجة كبيرة – لتؤدي نفس الغرض الميكانيكي وهو الإحساس بالدوران.
وحالياً هناك أبحاث لتطوير تقنيات جديدة للمدوار بهدف خفض الوزن والتكلفة وزيادة الدقة، وعلى رأس هذه التوجهات المدوار الليزري والمدوار البصري. وهناك بحوث لتطوير مدوار ميكانيكي صغري micromechanical gyro من الكوارتز أو السيليكون.
رأينا بعض التطبيقات غير التجارية للجيروسكوب في قطاع النقل مؤخراً، من دارجة هوندا النارية الاختبارية ذاتية التوازن، إلى درّاجات أخرى أقل شهرة، ولكن يبدو أن هناك ما يحمس البعض للتفكير جدياً بتطوير مركبات ضخمة تعتمد الجيروسكوب للتوازن، فهذا يعطيها امكانية المناورة في المدن المزدحمة بدون إشغال حيّز كبير، وخاصة أنها قد تُبنى بشكل تتفاوت به ارتفاعاتها لتسير في حيز ضيق. كما أن الفيديو أول الخبر، ينسُج بما يشابه الفيلم سيناريو يعطي المركبات العاملة بالجيروسكوب أهمية في إمكانيتها تفادي الزحام والسير بين/فوق السيارات العادية.