ينطوي تشغيل المُكيف على الكثير من التأثيرات على السيارات عُمومًا، إذ يزيد من استهلاك الوقود كما يُقلل من مقدار طاقة المُحرك التي تستفيد منها السيارة خلال سيرها، ولكن كيف هو الأمر في السيارات الكهربائية؟
بالتأكيد، يُصبح الأمر كابوسيًا إذ انتقلنا إلى المركبات الكهربائية! حيث يُستنزف المُكيف مقدارًا كبيرًا من سعة مُدخرة الطاقة، سواءً بتدفئة المقصورة أو تبريدها، إذ يُعتبر أكثر الأنظمة المُساعدة استهلاكًا للطاقة في هذه المركبات، وهذا أمرٌ بالغ الحساسية، تبدأ تأثيراته بتقصير المسافة التي يُمكن للسيارة اجتيازها في دورة الشحن الواحدة (تتراجع بنسب تصل إلى 15 بالمئة تقريبًا)، فضلًا عن الزمن اللازم لشحن المُدخرة، وإنهاكها.
وحاليًا، يعتمد صانعو السيارات الكهربائية على العديد من الخيارات، من بينها استخدام “المُقاومة الكهربائية” أو حتى استخدام موقد يعمل بالغاز أو الديزل لتدفئة السيارة في الدول ذات المًُناخ البارد، أو نظام تكييف شبيه بذلك المُستخدم في المنازل، وهي تقنيات قديمة بمفهومها، وتختلف بكفائتها ونجاعتها.
فيما يخص موضوعنا اليوم، طورت شركة تسلا للسيارات الكهربائية تقنية خاصة، تتكون من جُزئين، أحدهما تقليدي والآخر مُبتكر، دعونا نُلقي نظرةً عليه.
طُبِّق هذا النظام في “موديل أس”، وهي سيارة الصالون الكبيرة الفاخرة، حيث يستفيد نظام الشركة الأمريكية من عدة أفكار، منها استعادة الطاقة، من خلال “حصد” أقصى قدرٍ مُمكن من الحرارة المُتبددة من الدورة الكهربائية ومُحركات الجر.
ودُمجت دورة تبريد المُحرك وإلكترونياته بنظام تبريد المقصورة عبر مُبادلٍ حراري، حيث تعكس دورة التبريد تأثيره؛ عبر تكثيف الغاز إلى سائل.
كما ثُبِّتت دورة تبريد وتدفئة المقصورة أسفل دورة تبريد الإلكترونيات تمامًا، وبذلك يُمكن، من خلال سائل الجليكول، تبريد المقصورة عبر دورة التبريد، أو استخدام تقنية المُقاومة الكهربائية لتدفئتها. ولكن الجُزء الإبداعي في هذا هو أنه يُمكن لدورة المُحرك وإلكترونياته الاتصال مع دورة تدفئة المقصورة من خلال بعض صمامات التحكم بالتدفق. وعندما تتصل كلا الدورتين، يُمكن استخدام الحرارة الصادرة عن المُحرك وإلكترونياته في تدفئة المقصورة، إلى جانب المدفأة العاملة بالمُقاومة الكهربائية (فكرة تقليدية)، وبالتالي التقليل من استهلاك الطاقة.
إلى ذلك، لا تألو مُختلف الأطراف المُهتمة بتقنية السيارات الكهربائية جُهدًا في تطوير وابتكار حُلول جديدة؛ اعتمادًا على سيرورة التطور التقني، منها: تطوير مواد نانوية جديدة، وتصاميم أصغر وأكفأ للتقنيات الحالية، واستعادة الطاقة، وحتى تطوير برامج حاسوبية للحواسب الآلية في السيارات تُحسن من كفاءة الاستهلاك.