استقال كارلوس غصن من منصبه كرئيس ومدير تنفيذي لشركة رينو لصناعة السيارات.
بعد إلقاء السلطات اليابانية القبض على كارلوس غصن في نوفمبر الماضي بتهمة إساءة السلوك المالي، أعلنت رينو قبل ساعات استقالة غصن من منصبه في الشركة الفرنسية. وجاءت تداعيات الخبر -الذي روّجت له الصحافة العالمية بشكلٍ غير مسبوق- كما كان متوقعًا، حيث كان وزير المالية الفرنسي برونو لو ماري Bruno Le Maire أشار الأسبوع الماضي في دافوس إلى استقالة غصن.
وهوت الإتهامات بصورة السيد غُصن الذي يتمتّع باحترام دولي ويُنسب له الفضل في انتشال شركة صناعة السيارات اليابانية وقبلها الفرنسية رينو من هاوية الإفلاس. حيث شغل كارلوس غصن منصب رئيس تحالف رينو-نيسان-ميتسوبيشي موتورز، ورئيس نيسان ورئيس مجلس الإدارة، والرئيس التنفيذي لشركة رينو الفرنسية، ورئيس شركة ميتسوبيشي موتورز، ورئيس مجلس إدارة مصنع السيارات الروسية أفتوفاز أيضًا.
القضيّة باختصار
كان تحقيق داخلي في نيسان استمر لأشهر خلص إلى ارتكاب كارلوس غصن لمخالفات مالية تضمّنت الاستخدام الشخصي لأموال الشركة وعدم الكشف عن كل ما يتحصل عليه في الأوراق الرسمية. من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام يابانية أن غصن ظل لسنوات يفصح عن أنه يتقاضى أجرًا سنويًا بنحو خمسة مليارات ين ياباني ( 4,445,000 دولار أمريكي تقريبًا)، بينما كان يحصل على نحو عشرة مليارات ين. وخلصت آخر التقديرات إلى أن كالوريس غصن لم يُفصح عن حوالي 80 مليون دولار أمريكي بين الأعوام 2010 و 2018.
تغييرات إدارية في رينو، ولاحقًا في نيسان وميتسوبيشي
جاء مع إعلان الاستقالة خبر تعيين جان-دومينيك سينارد Jean-Dominique Senard كرئيس للشركة وتعيين تييري بولور Thierry Bollore كرئيس تنفيذي. وتابع بيان رينو أن مجلس الإدارة قرر “وضع هيكل إداري جديد يفصل بيت مهام رئيس المجلس والرئيس التنفيذي”، حيث سيكون سينارد الرئيس الجديد لمجلس الإدارة مسؤولًا عن التواصل بخصوص التحالف مع نيسان وميتسوبيشي.
من جانبها، أعلنت نيسان، أنها تعد لاجتماع غير عادي للمُساهمية منتصف نيسان/أبريل المقبل لتعيين مدير بديل لكارلوس غصن. وسيلي ذلك تعيينات جديدة في ميتسوبيشي أيضًا.

نُبذة عن كارلوس غصن
تربى كارلوس غصن في لبنان حيث أنهى دراسته الإبتدائية والإعدادية. ونجح في إعادة الانتعاش الاقتصادي وزيادة أرباح رينو بعد قيامه بإعادة هيكلة جذرية للشركة في أواخر 1990 وفي بداية عام 2000 أنقذ شركة نيسان من الإفلاس الموشك فأضحى شخصية معروفة ومحترمة، ووثقت نجاحاته وإنجازاته كتب رسوم المانجا اليابانية.
بدأ غصن، البرازيلي المولد المنحدر من أصول لبنانية والذي يحمل الجنسية الفرنسية، حياته المهنية في شركة ميشلان الفرنسية، حيث عمل بعد تخرجه من الجامعة عام 1978 في شركة ميشلان للإطارات، وفي عام 1981 أصبح مدير مصنع الشركة في مدينة لو بوي أون فيليه الفرنسية وبعدها مديراً للعمليات لميشلان في أمريكا الشمالية عام 1989 ليصبح في عام 1990 رئيس الشركة التنفيذي في أمريكا الشمالية.
أما مع رينو ، فكان أن عمل كارلوس غصن في عام 1996 كنائب المدير العام للشركة المسؤول عن المشتريات، وتطوير الأبحاث، والهندسة والتطوير، والتصنيع. وكانت خطته لإعادة البناء الجذرية أدت لانتعاش الشركة.
في عام 1999 أنشأت رينو ونيسان تحالفًا وصار غصن مديرًا للعمليات مع بقائه في عمله في رينو، وأصبح رئيسًا لنيسان في عام 2000 حيث كانت مديونة بأكثر من 20 مليار دولار. أعاد غصن شركة نيسان إلى الموقع الذي فقدته لسنوات طويلة وأعاد لها أرباحها، وخلال 3 سنوات أصبحت واحدة من أغنى شركات صناعة السيارات.
في مايو 2005، عُيّن غصن كرئيس ورئيس تنفيذي لشركة رينو، وعندما تولى منصب الرئيس التنفيذي لشركة رينو وشركة نيسان، أصبح بذلك أول شخص في العالم يدير شركتين في قائمة فورتشين جلوبال 500 في وقت واحد. وفي يونيو 2012 عين غصن كنائب رئيس مجلس إدارة مصنع السيارات الروسي أفتوفاز.
يعد غصن عنوان الكثير من المواضيع ورسائل الماجستير والمقالات بين طلاب إدارة الأعمال وهو يجيد أربع لغات بطلاقة وهي العربية والفرنسية والبرتغالية والإنجليزية، وقد تعلم اليابانية أيضًا.
اقرأ أيضًا:
2 تعليقات