رأينا مرسيدس اي كيو اس الاختبارية Vision EQS لأول مرّة خلال فعاليات معرض فرانكفورت للسيارات في نوفمبر العام الماضي، وخلال الاجتماع السنوي للمُستثمرين في دايملر، أكّد أولا كالينيوس رئيس الشركة بأن النُسخة المعدة للإنتاج التجاري من EQS ستتيح 700 كلم من مدى القيادة قبل الحاجة لإعادة الشحن!
ستُصبح مرسيدس-بنز اي كيو اس السيارة الكهربائية ذات المدى التشغيلي الأطول في العالم، حيث تليها تسلا موديل اس مع مدى يُقارب 644 كلم.
هناك العديد من التفاصيل المثيرة بشأن الشركة، سنختصرها في هذا الموضوع بالسيارة الكهربائية القادمة، ونأتيكم بعرض مُفصل قريبًا.
ستكون EQS أولى سيارات مرسيدس السيدان المصنوعة على قاعدة خاصة بالسيارات الكهربائية. أما على صعيد الأمان والفخامة فستماثل ما يوفره طراز اس-كلاس. بالمُجمل ستُكون اي كيو اس -وفقًا لـ دايملر- جوهرة المنتجات الألمانية؛ حيث ستُنتج البطاريات في مصنع الشركة في شتوتغارت وتُجمّع السيارة في سينديلفينغن.
تصميم مرسيدس-بنز اي كيو اس الاختبارية
ستختلف نسخة الإنتاج التجاري لـ مرسيدس-بنز اي كيو سي حتمًا عن الاختبارية VISION EQS، ولكن من المؤكد وجود تقاطعات بينهما، حيث توظّف الاختبارية فلسفة التصميم الخاص بسيارات مرسيدس-بنز الكهربائية التي تحمل الرمز EQ وتطوره بمبدأ “القوس الواحد”، حيث تنساب خطوط الجسم بشكلٍ سلس مع تباين لوني، يعطي انطباعاً بوجود جزء زجاجي أسود يطفو فوق جسم السيارة الفضي.. كما القوس.
تشمل المصابيح أمامية وحدتي عدسات تجسيدية وتحتضن الواجهة الأمامية مصفوفة ضوئية من 188 مصباح LED منفصل على شكل نجوم لتضفي تأثيراً ثلاثي الأبعاد يجعل شعار مرسيدس الأمامي وكأنه يطفو في بحرٍ من النجوم. وتقوم وحدات العدسات المجسمة ثلاثية الأبعاد بالدوران لأكثر من 2000 دورة في الدقيقة، لتقدم من خلال هذه السرعة الدورانية العالية صورةً ثابتة للعين البشرية. تتصل المصابيح الأمامية مع حزام الإضاءة الخارجي الممتد على طول جسم السيارة (بين القسم الأسود والفضي)، بينما تشكل 229 نجمة براقة الحزام الخلفي المضيء.


تساعد تقنية الإضاءة الرقمية على توليد عددٍ هائل من التأثيرات الضوئية والبصرية، مما يوفر لمحة عن إمكانات الاستخدام المستقبلية لأنظمة الإضاءة، حيث لن تكون مجرد ميزة أمان رئيسية فحسب في السيارة، بل ستمثل أيضاً عنصراً أساسياً للتواصل بين الإنسان والآلة والتصميم والتفاصيل الجمالية.
بالنسبة للعجلات فهي متعددة الأضلاع قياس 24 إنش، صُممت على شكل جوهرة لتتماشى بأناقة مع خطوط الهيكل المتدفقة بسلاسة، أما المرايا الجانبية فقد استُبدلت بكاميرات على أذرع نحيلة لتقليل مُقاومة الهواء. لكن يُشار إلى أن النُسخة المعدة للإنتاج التجاري ستعتمد مرايا جانبية تقليدية.
التصميم الداخلي
تقول مرسيدس-بنز أنهاء استمدت مقصورة VISION EQS من عالم اليخوت الفاخرة، ولا نرى ذلك صعب المُلاحظة، حيث تنساب تفاصيل لوحة القيادة التي تُحاكي شكل المساحات الخشبية في اليخوت، كما تمتد لوحة العدادات داخل المقصورة بأكملها لضمان عدم وجود أي عوائق بصرية ليشعر ركاب VISION EQS وكأنهم على متن أحد اليخوت الفاخرة.
يكتمل بهاء المقصورة -وستختلف طبعًا في نسخة الإنتاج التجاري- بالمواد المستخدمة لتصنيع مختلف المكونات، حيث طورت مرسيدس-بنز استخدامها للمواد المستدامة، وهي دُرجة صار يلتزم بها المزيد من الصانعين (مثل بورشه مع تايكان على سبيل المثال)، حيث تحتوي المكونات الداخلية للسيارة أقمشة ديناميكا عالية الجودة بلونٍ أبيض ناصع بدلًا من الجلد، وتم تصنيع بعض المكونات وبطانة السقف من العبوات البلاستيكية المعاد تدويرها. كما واستخدمت العلامة الجلد الصناعي الناعم الذي يشبه بمظهره وملمسه جلود نابا الفاخرة.
تقدم الشاشات وواجهات العرض تجربة مرئية مُختلفة مع ما تُسمية مرسيدس الإضاءة المتصلة (Connected Light)، والتي تمتد في أنحاء المقصورة مثل الحزام الممتد على الهيكل الخارجي. ويمتلك هذا النظام القدرة على التواصل مع الركاب عن طريق تقديم المعلومات المناسبة على شاشة العرض لمسية التشغيل. ويكتمل التصميم الداخلي للسيارة بالتصميم الأنيق لفتحات التكييف المنسابة مع لوحة القيادة والتفاصيل المطلية بلون الذهب الوردي وصولاً لزجاجة المعطر التي تبدو كقطعة مجوهراتٍ فاخرة وسط المقصورة.
نظام الدفع
تعتمد مرسيدس-بنز VISION EQS نظام دفع رباعي مع محركات كهربائية على المحورين الأمامي والخلفي، فيما تم تثبيت بطارية الليثيوم أيون من شركة ’أكوموتيف‘ التابعة لمجموعة دايملر في أرضية السيارة باستطاعة 350 كيلووات توفر عزم دوران يصل إلى 760 نيوتن متر، لتتسارع VISION EQS من الثبات 100 كلم/ساعة في 4.5 ثانية.
يصل مدى السيارة إلى 700 كلم وفقاً لدورة القيادة العالمية الموحدة للمركبات الخفيفة WLTP، ويُشار إلى أن المدى التشغيلي لبورشه تايكان توربو ذات العزم الأعلى يصل لـ 450 كلم. وتقول مرسيدس أنه يُمكن إعادة الشحن لنسبة 80% خلال أقل من 20 دقيقة.
اعتمدت مرسيدس-بنز هيكلاً مصنوع من خليطٍ من الحديد والألمنيوم وألياف الكربون، إلى جانب توظيف المواد المستدامة المصنّعة بإعادة التدوير. ويلبي هذا الخليط وفقًا للشركة المتطلبات المُتعلقة بخفة الوزن والمتانة والكفاءة من حيث التكلفة والاستدامة، إلى جانب المرونة التي يتيحها في التصميم.
خدمة Mercedes me Charge للشحن
تطمح مرسيدس-بنز للتحول بالكامل إلى السيارات عديمة الانبعاثات الكربونية خلال 20 عاماً عبر خطتها الطموحة Ambition 2039، ومن خلال أيونيتي IONITY، المشروع المشترك بين مجموعة ’بي إم دبليو‘ و’دايملر‘ و’فورد‘ و’فولكس واجن‘ و’أودي‘ و’بورشه‘، تعمل ’مرسيدس-بنز‘ على توفير البنية التحتية اللازمة لتطوير شبكة واسعة لمرافق الشحن الكهربائي على امتداد الطرق الرئيسية في أوروبا. وحتى الآن، تم نشر 100 من أصل 400 محطة شحن في إطار المشروع الذي سيستكمل بحلول عام 2020.
نهاية، لم تذكر مرسيدس بنز قدرة سيارتها الاختبارية الجديدة، إلا أنها وضحت أن سرعتها القصوى ستصل إلى 200 كلم/ساعة.