بالرغم من تلقينا لأخبار السيارات الخارقة بشكل أسبوعي تقريبًا، إلا أنه قلّما نسمع بسيارات خارقة أو حتى عادية بمقعد وسطي للسائق، فما السبب؟ ولماذا نعتقد بوجود محاسن لثبيت مقعد السائق في وسط السيارة؟
هناك عدّة محاسن لوجود مقعد السائق في المنتصف، أولها وأكثرها بديهية هو مُساعدة السيارة على تحقيق توزيع مثالي للوزن على العجلات الأربعة، فعندما نتكلم عن توزيع 50/50 للوزن بين المحورين الأمامي والخلفي لا نتطرق إلى التوزيع على كل عجلة على حده، بل على المحور بشكل إجمالي، وبالتالي فإن وجود مقعد السائق في منتصف المقصورة يُساعد -ولا يضمن- في تحقيق المُعادلة المرغوبة.
من جهة أخرى، يُساعد وجود مقعد السائق في منتصف السيارة المصممين على رسم مركبات أكثر انسيابية، سواء من ناحية تحدّب الزجاج الأمامي أو تقليل نتوء الأسطح الجانبية -الزجاجية- للمقصورة، ولهذا أيضًا أهمية كبيرة جدًا، فمعظم قدرة السيارات التي تصل لسرعات عالية تُكرّس فعليًا للتغلّب على مُقاومة الهواء، فمثلًا هينيسي فينوم اف 5 -التي حطّمت رقم التسارع من الثبات إلى 400 كلم/ساعة إلى الثبات- تحاول التفوق بالسرعة القصوى للوصول إلى 300 ميل/ساعة أو 484.8 كلم/ساعة، ولأجل ذلك ستحتاج إلى 1196.5 حصان للتغلّب على مقاومة الهواء عند هذه السرعة، نعم، حوالي 1200 حصان فقط لشق طريقها.
ونبقى مع التصميم، حيث أشار غوردن موراي Gordon Murray الذي صمم ماكلارين F1 إلى أن تصميم غالبية السيارات الخارقة -خلال الثمانينات- عانى من انحراف الدواسات عن خط منتصف جسم السائق -بسبب حيّز العجلات الأمامية- وبالتالي قرر تصميم سيارته مع مقعد السائق في المنتصف لكي يجد الوضعية الأمثل للسائق.
إلى ذلك، تُفيد الوضعية المتوسطة لمقعد السائق بمنح رؤية أكثر شمولية للخارج، وتُسهّل تسويق المركبة في الأسواق التي تعتمد السيارات بمقود على اليمين أو اليسار، كما ترفع مستوى أمان السائق في حال تعرضت السيارة لحادث جانبي.
العيوب معروفة طبعًا
تتميز السيارات الرياضية بسقف منخفض، وهذا يُصعِّب الدخول إليها والخروج منها، ووضع مقعد في الوسط، سيزيد الأمر صعوبة بالتأكيد. وبما أننا في عصر يُشغَّل فيه مسند الرأس في مقاعد “بعض السيارات” كهربائيًا فإيجاد أكثر الأماكن راحة للدخول والخروج من أي سيارة -خارقة أو عادية- أمر مهم أيضًا. كما أن ترتيب المقاعد في معظم السيارات الخارقة التي أتت بمقعد وسطي للسائق تضمنت وجود مقعدين خلفيين، أو جانبيين على ذات المستوى، أو مقعد واحد في الخلف، وجميع هذه الترتيبات لا تُشجع على مشاركة تجربة القيادة أو أنها تلتهم من حيز السائق.
وأخيرًا فقد درجت العادة على وجود المقود إلى جانب المقصورة، حيث كانت السيارات الأولى مجهزة بمحرك أمامي وعلبة تروس ضخمة يتوسطان الهيكل، ويمر على أحد جانبيهما عمود المقود.
سيارات بمقعد وسطي للسائق
إلى هنا نصل إلى بعض الأمثلة عن سيارات بمقعد وسطي للسائق، بعضُها صنع بأعداد محدودة جدًا، وأخرى عديدة جاءت بشكل مركبات اختبارية فقط، ولكن هناك مركبة واحدة فقط ستصنع بأعداد كبيرة وهي في القائمة أدناه:
ماكلارين F1، أشهرهن على الإطلاق
فيراري 365P للعام 1966
ياماها OX99-11 للعام 1993
سيارة BAC Mono
لامبورغيني Egoista
كابارو T1 تقريبًا بمقعد متوسط
فورد فييستا للعام 1977، عُدّلت لتصبح سيارة السلامة Saftycar في السباقات
سيارة SCG 004S من سكوديريا كامرون غليكنهاوس، وهو يحضر سيارة أخرى حاليًا
الاختبارية نيسان بلايد جلايدر
الاختبارية ياماها كروس هب Cross Hub
سيارة بييل Peel P50
شاحنة تسلا الكهربائية، هذه هي المركبة التي سيتم انتاجها قريبًا وتحظى بالاهتمام كونها كهربائية بالكامل وتعتمد مقعد وسطي للسائق، وبفضل مقصورتها الضخمة سيسهل للسائق الدخول والخروج منتصب القامة