قصي حازم
آمالنا برؤية سيارة عربية خالصة ما زالت بعيدة، وطريقنا نحو الهدف ملئ بالبيروقراطية ونقص الموارد وقلّة المعرفة، صحيح أن هُناك بعض المُحاولات التي تُبشّر خيرًا، ولكننا حتى الآن لا نستطيع القول بأننا صنعنا سيارة حقيقية.
وفي الوقت الذي نحاول فيه تحفيز الابتكار، ونُلملِم خلاله تجارب صناعة السيارات في الوطن العربي تحت الوسم سيارات بأيدٍ عربية، تتسارع خطى الشركات ومراكز الأبحاث الإسرائيلية للاستحواذ على حصة أكبر من قطاع تطوير السيارات المُستقبلية. وليس بسرٍ أن العديد من أبحاث السيارات ذاتية القيادة تَجري في إسرائيل، ترافقها أبحاث السيارات الكهربائية، ولا تنسَ وجود سيارات إسرائيلية بالاسم كوروس Qoros، تم صنعها بالتعاون مع شركة شيري الصينية، وتتنوع أشكالها بين السيدان والهاتشباك والخدماتية الرياضية. ولا يتوقف الأمر على تطوير المركبات أو تقنياتها، فهناك العديد من المجالات التي تتفوق فيها التقنيات والمنتجات الاسرائيلية المصنوعة على أرض فلسطين. ولكن بحكم معرفتنا بصناعة السيارات، فسنبقي الحديث في هذا المجال.
أموال التطوير تُضخُّ في إسرائيل
مع زيادة أعداد الشركات الإسرائيلية الناشئة، واستخدامها نماذج أعمال مُغرية، استطاعت هذه الشركات الحصول على كثير من الدعم من صانعين معروفين لتطوير منتجات محددة، آخرها كان مع BP البريطانية للمشتقات النفطية (ثالث أكبر شركة خاصة للنفط في العالم) حيث حصلت StoreDot المتمركزة في تل أبيب على منحة تبلغ قيمتها 20 مليون دولار أمريكي لتطوير تقنيات البطاريات القابلة للشحن بسرعة فائقة. وللعلم فقد كانت StoreDot حصلت على منحة قيمتها 60 مليون دولار من ديملر للشاحنات في سبتمبر الماضي أيضًا. أما الذي يُميّز هذه البطاريات التي تُسمى flash batteries فهو إمكانية شحنها خلال خمس دقائق، ومن المفترض أن نرى هذه البطاريات العام القادم على الهواتف الخلوية ثم تنتقل بعدها إلى السيارات.
ولإسرائيل خبرة جيدة في صناعة السيارات تعود إلى العام 1957 عندما أُسست شركة أوتوكارز AutoCars، والتي صنعت طرازات Sussita و Carmel و Gilboa. كذلك فهناك شركة Automotive Industries التي نشأت في العام 1966 كمزودٍ للجيش الإسرائيلي، وشركة Ha’argaz للحافلات والشاحنات، وشركة Merkavim للحافلات، وشركة Plasan للمركبات المُدرّعة، وشركة أوريكس التي تطور رادارات للسيارات ذاتية القيادة لتحصل على تمويل بما يزيد عن 17 مليون دولار من شركاء عدّة. من جهة أخرى، كانت هناك محاولات أخرى لم تُكتب لها الحياة، مثل شركة Better Place التي اعلنت إفلاسها في العام 2013 بعد إهدار حوالي 800 مليون دولار أمريكي. أما حاليًا، فتعتبر إسرائيل إحدى أهم الوجهات لتطوير تقنيات السيارات ذاتية القيادة وأمن الشبكات المرتبطة بالسيارات.
ماذا عن التجارب العربية المميزة في صناعة السيارات؟
هناك العديد من مصانع تجميع السيارات أو الشاحنات في الوطن العربي، تمتدُّ عبر مصر والجزائر والمغرب وسورية والسعودية والإمارات العربية المتحدة أيضًا، ولكن لا يمكن لنا الأخذ تمامًا بخبرتها، ذلك أن نسبة القطع المصنّعة محليًا في هذه السيارات تُقارب الصفر، أي أن هذه المصانع تستعمل ما يُسمى بـ knock-down kit وبحيث تصل السيارة كاملة للشركة المعنية على شكل قطع، وما على عمال الشركة سوى تركيبها.
من جهة أخرى، هناك بعض المشاريع الواعدة، منها على سبيل المثال شركة واليس كار التونسية، فهي تُصمم وتبني الجسم والمقصورة وبعض المكونات التقنية، أما شركة W Motors اللبنانية-الإماراتية المعروفة من خلال طرازي لايكان وفينيار، فقد مضت إلى أبعد من هذا، فقد قدّمت سيارة خارقة مثيرة لتحصل على الشهرة، ثم التفتت للتعاون مع شركتي أيكونك موتورز و NEVS الصينيتين لإنتاج ميني فان كهربائي فاخر، وهو أمر سيزيد بالتأكيد من احتمالية تطورها لتصبح صانعًا معروفًا على نطاق واسع.
آمالنا برؤية سيارة عربية خالصة ما زالت بعيدة، ولكننا نستطيع بلوغ الهدف خطوة تلو الأخرى
دبليو موتورز لايكان
ICONIQ Seven
واليس آيريس