قدّم فريق “جازوو رايسينج – جنوب أفريقيا Gazoo Racing SA” سيارته الجديدة تويوتا هايلوكس التي سيُنافس بها في رالي داكار 2018، كما أعلن عن تشكيلة فريقه، التي ركزّ فيها على النوعية، مع “رأس الحربة” السائق المُحنَّك القطري ناصر بن صالح العطيّة.
على ضوء التعديلات في قوانين وأنظمة السيارات المُشاركة في الراليات الصحراوية، وعلى غرار فريق “اكس رايد” وسياراته ميني باجي الجديدة، عمل فريق “جازوو رايسينج- جنوب أفريقيا” التابع لشركة تويوتا على إنتاج سيارة جديدة، مُستفيدًا من المزايا الإضافية للقوانين الجديدة. وكما العادة مع سيارات الفريق السابقة مُنذ 2012، ترتكز السيارة على طراز الشاحنة الخفيفة “هايلوكس Hilux”.
وتسعى تويوتا للحفاظ على أدائها القوي الذي ظهرت به خلال جولات موسم 2017، من كأس العالم للراليات الصحراوية الطويلة “كروس كاونتري” التي يُنظمها الاتحاد الدولي للسيارات “فيا”، وحصدت في نهايته لقبي السائقين والفرق للمرة الثالثة على التوالي، بفضل جُهود السائق القطري ناصر بن صالح العطية وزُملاءه.
إجمالًا، وبحسب تصريحات مسؤولي الفريق وسائقيه، تُعتبر هذه السيارة جديدةً بالكامل من ناحية الهيكل والجسم والمُكونات، مع نظام تعليق مُستقل جديد في الخلف. ومن أبرز التعديلات في هذه السيارة مُقارنةً بسابقتها، زيادة هامش ارتداد نظام التعليق بنسبة 12 بالمئة، كما وضع الفريق فيها خُلاصة الخبرات التي حصلوا عليها في السنوات الخمسة الأخيرة مُنذ إطلاق طراز “هايلوكس” في الراليات الصحراوية، ونقلوا إليها أبرز الخصائص الجيدة من السيارة السابقة.
مُحرك عامل بالبنزين من ثمان أسطوانات V8 بوضعية شبه وسطية، ونظام تعليق بارتداد يزيد بنسبة 12%
إلى ذلك، حافظ الفريق على المُحرك البنزيني بالتنفس الطبيعي المُؤلف من ثمان أسطوانات “V8″، وعُلبة التُروس الحالية المُكونة من ست نسب، ولكن أصبحا في موقعٍ وسطي تقريبًا، خلف المحور الأمامي، وذلك بقصد تحسين توازن السيارة، ومع المُحافظة على نظام الدفع الرُباعي، على العكس من سيارتي “ميني باجي” و “بيجو 3008 دي كاي آر ماكسي” ذات الدفع الثُنائي. ويستفيد المُحرك من الزيادة في قطر فتحة لجام الهواء للمُحرك إلى 38 ميلليمتر، وستعمل بالتضافر مع خفض الحد الأدنى القانوني لوزن السيارة وزيادة هامش ارتداد نظام التعليق، إلى تغيير أسلوب قيادة السيارة، ومنحها جُرعةً إضافيةً على صعيدي الطاقة والقُدرة لاجتياز الكُثبان الرملية الهائلة في بيرو والارتفاعات الجبلية الشاهقة في بوليفيا.
وعن السيارة الجديدة، قال مُدير فريق جازوو رايسينج جنوب أفريقيا، جلين هول: “عملت (فيا) جاهدةً لإيجاد توازن ما بين السيارات العاملة بمُحركات توربو ديزل والأخرى العاملة بالبنزين ذات التنفس الطبيعي، مثل سيارتنا. إنها عملية مُستمرة، وبينما لا يشعر كلا الطرفين بالرضا التام، إلا أننا واثقون بأن التغييرات الأخيرة تُعطينا فُرصة أفضل في داكار 2018”.
وخاض الفريق تجارب امتدت لأكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر، لاختبار السيارة على حلبته، وعلى حلبة أخرى خاصة للتجارب، في جنوب أفريقيا. كما سيُجري مزيدًا من التجارب في فرنسا وإسبانيا، قُبيل التوجه للنصف الغربي من العالم.
التطلع للمُنافسة على لقب رالي داكار 2018
أظهرت سيارة “تويوتا هايلوكس”، في نُسخة العام الماضي من رالي داكار أداءً طيبًا، مع فوز العطية بالمرحلة الأولى وحفاظه على صدارة الترتيب العام حتى المرحلة الثالثة عندما اضطر للانسحاب. وفي هذا العام يأمل السائق العنّابي الحفاظ على زخم أداءه القوي الذي حققه خلال مُنافسات كأس الراليات الصحراوية، والمُنافسة على الظفر بلقب الرالي للمرة الثالثة في مسيرته، بمُواجهة “ترسانة” ميني وبيجو.
وقال العطية: “تتمتع تويوتا هايلوكس بسُمعةٍ طيبةٍ لموثوقيتها ومتانتها، والنُسخة الأحدث أخذت أفضل خصائص السيارة السابقة، مع توفير مُستويات أعلى من المطواعية والتوازن بفضل تصميمها المُبتكر”.
يأمل السائق العِنّابي الحفاظ على زخم أداءه القوي، والحصول على اللقب للمرة الثالثة.
كما أبدى في مُقابلةٍ له مع موقع “موتورسبورت الشرق الأوسط” إعجابه بالسيارة الجديدة وبأدائها، حيث قال: “نحن سعيدون للغاية بإطلاق هذه السيارة الجديدة وأعتقد بأنها ستفاجئ الجميع، إنها مختلفة تمامًا عن سابقتها، فهي تتضمن هيكلاً مختلفًا وتقنية مختلفة، وحتى أن داخل السيارة مختلفٌ كذلك”.
وتحدث عن التحسينات التي طرأت عليها وعلى أدائها، وقال: “بصراحة يُمكننا الجلوس داخل السيارة طوال اليوم دون الشعور بالتعب، موقع الجلوس مختلف، إذ أدخل الفريق تحسينات عليه، وهذا ما نريده. كما إنها أسرع بنحو خمس ثوانٍ من السيارة السابقة”.
وكما هو الحال لدى جميع شركات السيارات التي تُنافس في مُختلف ميادين رياضة السيارات، تتطلع تويوتا لاستعراض قُدرات طراز الشاحنة الخفيفة “هايلوكس”، حيث قال نائب الرئيس لشؤون المبيعات والتسويق في شركة تويوتا جنوب أفريقيا، كالفين هامان: “تُعتبر قساوة رالي داكار مُلائمةً لتويوتا هايلوكس، إذ أنه يُتيح لنا استعراض جدارة هذا الطراز العريق، ونتطلع قُدمًا للمُشاركة في النُسخة الأربعين من هذا الرالي”.

فريق محدود عالي النوعية
على العكس من فريقَي ميني وبيجو، فضلت تويوتا اعتماد مبدأ النوعية على الكمية، وعليه، ستتألف قوتها الضاربة في رالي داكار من ثلاثة سائقين فقط، ولكن ما يشفع لهذه الخيار هو أن الفريق يضم سائقًا أقول عنه “رجلٌ يُساوي فريقًا بأكمله”، وأقصد السائق العنّابي، وسيضم الفريق رسميًا:
السائق ناصر بن صالح العطية (قطر)، وملّاحه ماثيو بوميل (فرنسا)
السائق جينيل دي فيلييرز (جنوب أفريقيا)، وملّاحه ديرك فون زيتزيفيتز (ألمانيا)
السائق بيرنارد تين برينكي (هولندا)، وملّاحه ميشيل بيرين (فرنسا)
تحدي للإنسان والآلة
يوصف رالي داكار بأنه أقسى تحدي للإنسان والآلة في وجه التضاريس والظروف الطبيعية القاسيتَين، وفي النُسخة الأربعين من رالي داكار، سينطلق من العاصمة البيروفية، ليما، وينتهي في مدينة قُرطبة الأرجنتينية، وسيجتاز السائقون مسافة إجمالية تبلغ 8793 كيلومتر منها 4329 كيلومتر من المراحل الخاصة، تتضمن مسارات رملية وتُرابية وصحراوية وحصوية وصخرية، وارتفاعات شاهقة تصل إلى 4 آلاف متر فوق سطح البحر، في جبال الإنديز، مُجتازين ثلاثة بُلدان هي البيرو وبوليفيا والأرجنتين، خلال الفترة المُمتدة بين 6 و20 كانون الثاني (يناير) المُقبل.