أبارثأحدث المواضيعألفا روميوجيبخبر اليومدودجشركات السياراتفياتفيراريكرايسلرلانسيامازيراتيمقالاتمواضيع رئيسية

نظرة في التغييرات التي حصلت في فيات – كرايسلر

فجأةً، أعلنت مجموعة “فيات كرايسلر للسيارات”، يوم السبت، عن تنحية سيرجيو ماركيوني، الرئيس التتنفيذي للمجموعة، وتعيين مايك مانلي خلفًا له، وذلك إثر متاعب صحية تعرض لها ماركيوني.

تعرض المُدير التنفيذي لمجموعة “فيات – كرايسلر للسيارات FCA”، الإيطالي – الكندي، سيرجيو ماركيوني، الذي يبلغ من العُمر 66 عامًا، لمُضاعفاتٍ تتعلق بعمليةٍ جراحية أُجريت في كتفه. وعلى إثر ذلك، دعى جون إلكان، رئيس المجموعة، وحامل أكبر حصة فيها، إلى اجتماعٍ طارئ لمجلس الإدارة، عُقد في مدينة تورين الإيطالية، حيث المقر التاريخي لفيات، لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لتعيين خلفٍ لماركيوني؛ تمخض عن هذا الاجتماع تعيين البريطاني مايك مانلي، الرئيس التنفيذي لشركة “جيب”، خليفةً له.

وكان من المُقرر أن يتقاعد ماركيوني من رئاسة الشركة في موعدٍ أقصاه نيسان (أبريل) 2019، بُعيد مُناقشة النتائج المالية للشركة في العام المالي 2018. ووَرَدَ في البيان الصحفي للمجموعة: “بالنظر للحالة الصحية لسيرجيو ماركيوني، تُشير مجموعة فيات-كرايسلر، بكل أسف، إلى أنّ الحالة الصحيّة للسيّد ماركيوني قد تدهورت في الساعات الأخيرة، نتيجة مُضاعفات مُفاجئة خلال فترة تعافيه من عملية جراحية خضع لها هذا الأسبوع، وعليه، لن يتمكن من العودة إلى العمل”.

وأضاف البيان: “قرر مجلس الإدارة تسريع عملية انتقال منصب الرئيس التنفيذي، التي كان يسير العمل بها في الأشهر القليلة الماضية، وتسمية مايك مانلي مُديرًا تنفيذيًا”.

كما عبر البيان عن مُواساته لأسرة ماركيوني، شاكرين له مُساهماته ومُثمنين جُهوده في إدارة الشركة، ومُتمنين له الشفاء.

ما هي حالة سيرجيو ماركيوني الصحية؟

بدايةً لم يظهر أية معلومات مُؤكدة حول ما حصل لماركيوني، لكن ما توافر من مُعطيات لا يُبشِّر بالخير، البداية كانت مع الطريقة المُفاجئة والسُرعة التي تم بها الأمر، حيث كانت المعلومات المُتوافرة تتحدث عن عملية جراحية في كتفه الأيمن، علمًا بأن آخر ظهور رسمي لماركيوني كان في 25 حزيران (يونيو) عندما سلم عددًا من سيارات جيب لقوات الدَّرَك في روما. وبعدها، أخذ إجازةً مرضية في 5 تموز (يوليو) الجاري.

وثانيها، التصريح الذي أصدره جون إلكان، رئيس المجموعة، حيث عبر فيه عن أسفه بالأخبار التي سمعها عن حالة ماركيوني الصحية، وقال “عشنا، طوال 14 عامًا، النجاحات والمصاعب، والأزمات الداخلية والخارجية، وأيضاً لحظاتٍ فريدة ولن تتكرر، على المُسْتَوَيَيْن الشخصي والحرفي”.

كما أبدى إعجابه بأسلوب ماركيوني الإداري والقيادي، ومُستوى العلاقة بينهما، القائمة على الثقة والصداقة، وأشاد بصفاته في التفكير المُتميز والشجاعة للتغيير، وتحمله للمسؤولية تجاه الشركات التي كان يرأسها والموظفين العاملين تحت قيادته.

وأضاف: “خطة خلافته في قيادة الشركة التي أعلنا عنها، رغم أنها كانت مُؤلمةً شخصيًا، إلا أنها تعني بأنه يُمكننا ضمان أقصى قدرٍ مُمكن من الاستمرارية، والحفاظ على الثقافة الفريدة لشركاتنا”. وطالب في ختام خطابه تفهم ما حصل، و احترام خصوصية سيرجيو وعائلته.

تصريح إلكان، الذي نُشر مكتوبًا، جاء كخطابٍ شخصي ومُباشر، حيث لم يتضمن أي ترويسات أو أساليب رسمية في النشرات، وأشار لماركيوني باسمه الأول “سيرجيو”، وطالب في نهايته لاحترام خُصوصية ماركيوني الشخصية والعائلية. مما قد يُؤشر إلى أن حالة ماركيوني الصحية قد وصلت لمرحةٍ حرجة تمنعه من مُعاودة عمله في “فيات – كرايسلر”.

وثالثًا، أوردت بعض وسائل الإعلام الإيطالية معلوماتٍ عن أن ماركيوني في حالة غيبوبة عميقة، حيث يُقال بأنه يُعاني من المرض الخبيث، الذي اكتُشف مُؤخرًا، وبأنه في حالةٍ مُتقدمة، وانتشر لأجزاء من جسمه، وهو ما أدى إلى عقد المجموعة اجتماعًا طارئًَا، وإنهاء مسيرة ماركيوني العملية. فقد قال موقع “Affaritaliani.it” الإيطالي بأنه “بدلًا من مُجرد عملية بسيطة في الكتف، حصلت مضاعفات تطلبت تدخلاً سريريًا مُعقدًا”، مُشيرةً إلى وجود مرضٍ خبيث أصاب ماركيوني في البروستات وانتشر في الجسم، علمًا بأنه لم يُكتشف إلا قبل فترة.

كما نشر الصحفي الإيطالي باولو مادرون تغريدةً قال فيها: “أمورٌ لا ترغب بقولها، ولكن وللأسف، واجب الأخبار يُحتم علينا إخباركم: ماركيوني في غيبوبة عميقة”.

سيرة موجزة لـ سيرجيو ماركيوني:

وُلد في 1952، في مدينة كييتي بإقليم أبروتسو في إيطاليا، وانتقل هو وعائلته إلى كندا عندما كان عُمره 13 عامًا، حيث حاز على الجنسية الكندية، وبالإضافة إلى لُغته الأم، الإيطالية، يُتقن ماركيوني الإنجليزية والفرنسية، كما يحمل شهادات في المُحاسبة والمُحاماة.

بدأت مسيرته الدراسية بتلقي التعليم الأساسي والثانوي في مدرسة القديس مايكل في أونتاريو، ومن ثم درس الفلسفة في جامعة تورونتو، وحصل على شهادة في التجارة وإدارة الأعمال من جامعة ويندسور في أونتاريو – كندا، وحصل على شهادة في الحُقوق من كلية أوسغود هول للقانون في جامعة يورك في أونتاريو – كندا.

بدأت مسيرته المهنية في العام 1983، كمُحاسب وخبير ضرائب في مكتب “ديلويت وتوش” في كندا، وبعدها شغل مناصب إدارية عُليا في مجموعة من الشركات. إلى أن انتُخب عضوًا في مجلس إدارة فيات في 2003، وعُيِّن مُديرها التنفيذي في 2004. في 2009، استحوذت فيات على 20 بالمئة من كرايسلر، وعُيِّن ماركيوني رئيسًا تنفيذيًا لها، وأشرف على خروجها من مرحلة الإفلاس، واشترى حصص الحكومتَيْن الكندية والأمريكية فيها، رافعًا حصة فيات إلى 53.5 بالمئة، ومن ثم شراء كامل الحصص في الشركة الأمريكية مُحولًا إياها إلى شركة تابعة بالكامل لفيات.

آخر المناصب التي كان يشغلها ماركيوني قُبيل استبداله:
المُدير التنفيذي والرئيس لـ: فيات – كرايسلر، وفيراري؛
الرئيس لـ: “سي أن أتش” الصناعية، ومازيراتي، و “أس جي أس” السويسرية للاختبارات والتوثيق.

كما كان رئيسيًا لجمعية مُصنعي السيارات الأوروبيين ACEA، لمرتين، عام 2006 و 2012، وعضوًا في مجلس إدارة مجموعة “يو بي أس UBS” المصرفية، ما بين عامي 2008 و 2010.

يحظى ماركيوني بتقديرٍ كبير، ويُعتبر واحدًا من أنجح مُدراء الشركات في قطاع صناعة السيارات، وأحد النماذج التي يُحتذى بها في هذا القطاع، بالنظر للجهود التي بذلها في سبيل تحويل مجموعة فيات إلى واحدة من أسرع شركات السيارات نُموًا، حيث أعادها إلى سكة الأرباح في 2006، في أقل من عامين، كما أشرف على التحالف مع شركة كرايسلر الأمريكية للسيارات، بدعمٍ من حُكومتَي الولايات المُتحدة وكندا، وأعادها، هي الأخرى، إلى سكة الأرباح. وفي العام 2014، كان عرّاب الاندماج بين الشركتين، لتكوين مجموعة “فيات – كرايسلر للسيارات”، لتُصبح سابع أكبر مُنتج للسيارات والمركبات في العالم.

يُعرف عن ماركيوني انتقاداته الحادة، فقد انتقد نسبة الفائدة العالية للقروض الأمريكية والكندية لكرايسلر، ووصفها بتعبيرٍ مُرتبط بالمُرابين اليهود، مما أثار جدلًا، كما يُعرف عنه أنه صريحٌ للغاية في أحاديثه، مما أثر إعجاب البعض وانتقادات البعض الآخر، ويوصف بأن أسلوب إدارته “أمريكي” وأن ما يهمه هو تحقيق النتائج، كما عُرف عنه القسوة في الجانب الإداري، واتخاذ القرارات الحاسمة والمُؤلمة، لذا لم يكُن يتوانى عن طرد أي إداري لا يُحقق النتائج المرجوة.

لكن يُحسب له إدخال تعديلات إيجابية، على المُتسوى الإداري، منها تصحيح وتسريع عملية التواصل بين الإدارات الدُنيا والعُليا ضمن الشركة، مما ساعده على اتخاذ القرارات وردود الفعل المُناسبة ضمن وقتٍ قصير، والتواصل مع المُوظفين.

وعلى الصعيد العام، لا يُحب ماركيوني اللباس الرسمي، حيث يُفضل ارتداء سُترة سوداء اللون من الكشمير، بدون ربطة عُنق، ويقول الصحافيون بأنه لم يرتدِ ربطة عُنق مُنذ 2007 تقريبًا.

سيرة موجزة لـ مايك مانلي:

فيما يخص مايك مانلي، فقد وُلد عام 1964، في إيدنبريدج – جنوب إنجلترا، ويُعتبر سجل البريطاني جيدًا، فهو يحمل شهادة في الهندسة، وعمل خلال مسيرته المهنية في وكالات توزيع سيارات رينو وبيجو، ولدى العديد من شركات بيع السيارات، في بريطانيا. من ثم انتقل للعمل مع فرع مجموعة “دايملر – كرايسلر” في المملكة المُتحدة، في 2000، وترقى فيها إلى أن انتقل إلى الولايات المُتحدة في 2003، وتولى منصب رئيس قسم العمليات في منطقة آسيا – المُحيط الهادئ في 2008، ورئاسة علامة جيب في العام 2009، حيث استمر في هذا المنصب بعد استحواذ فيات على كرايسلر، وتولى رئاسة علامة رام في العام 2015.

من أبرز إنجازاته المهنية مع كرايسلر، ورئاسته لجيب، مُضاعفة مبيعات العلامة أربع مرات، ودخول السوق الصينية، عندما كان رئيسًا لعملياتها في آسيا، مما ساهم في جعل هذه السوق أحد الأسواق الرابحة للعلامة، بعد السوقين الأمريكي والأوروبي. ومُحولًا جيب إلى أحد الشركات الرابحة ضمن المجموعة.

سيتولى مانلي إدارة مجموعةٍ رابحة، حيث حققت العام الماضي أرباحًا جيدة، فيما من المُتوقع أن تتحول للربحية الصافية هذا العام، بعد تسديد كامل ديونها.

يُعرف عن مانلي إدمانه للعمل، مما يجعل العمل معه تحديًا، كما أنه مُتحدثٌ صريح أمام الإعلام.

ما مصير “فيات – كرايسلر”:

حسنًا، نحن لا نتحدث هنا عن دولة عربية أو من دول العالم الثالث، تتأزم الأمور فيها وتتعقد إن تعرض الزعيم القائد لعارضٍ صحي، بل عن شركة عالمية كبيرة، تنخرط في الكثير من الأعمال. ولكي تأخذوا لمحة عن هيكلية هذا الكيان الاقتصادي، تُعتبر “فيات – كرايسلر” جُزءًا من مجموعة قابضة أكبر، هي “إكسور Exor”، لها العديد من المصالح تبدأ من الرياضة، مع نادي يوفينتوس لكرة القدم، وفريق فيراري في الفورمولا واحد، وتمر بقطاع الصحافة والنشر مع مجلة “الإيكونوميست Economist” العريقة، وتنتهي بشركة “نيو هولاند New Holland” للمعدات الزراعية، و”ويلّتِك Welltec” لإنتاج الرجال الآليين للصناعات الاستخراجية والنفط. وليست “فيات – كرايسلر” إلا رأس قمة الجليد فيها.

وبالتأكيد يوجد هنالك قواعد وأُسس، يتم من خلالها تدبير أمور الشركة ونقل القيادة بين المُدراء، في حال حُصول طارئ، علمًا بأن ما حصل كان عملية “تسريع” لخطة موجودة فعليًا، لوضع خليفةٍ لماركيوني في سدة رئاسة المجموعة، حيث كان من المُقرر أن يتقاعد في نيسان (أبريل) المُقبل.

من الناحية النظرية، وبحسب بيان “فيات – كرايسلر” الصحفي، مُنح مانلي صلاحيات المُدير التنفيذي، وسيستمر، بمساعدة فريقه الإداري، في تنفيذ الخطة الخمسية (2018 – 2022)، التي أعلنت عنها المجموعة، في حُزيران (يونيو) الماضي، والتي شملت علامات جيب ورام ودودج ومازيراتي وألفا روميو. كما سيكون مسؤولًا عن عمليات الشركة في منطقة “اتفاق التجارة الحرة لأمريكا الشمالية NAFTA”.

وضمت قائمة المُرشحين لخلافة ماركيوني عددًا من الإداريين البارزين في المجموعة، منهم ألفريدو ألتافيلا، مُدير منطقة أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا EMENA، وريتشارد بالمر المُدير المالي، وبييترو غورليير، المُدير التنفيذي لـ “مانيتّي ماريلّيMagnetti Marelli”.

وفيما يتعين بفيراري، وفريقها الرياضي، فقد تم تعيين جون إلكان، سليل عائلة آنيلّي المُؤسسة لشركة فيات، رئيسًا للشركة الكائنة في مارانيلّو، فيما عُيِّنَ لويس كاري كاميلّيري مُديرًا تنفيذيًا للشركة.

كما عُينت البريطانية سوزان هايوود، المُدير الإدراي لإكسور، مُديرًا تنفيذيًا لـ “سي أن أتش” الصناعية، فيما عُين ديريك نيلسون مُديرًا تنفيذيًا مُؤقتًا، ريثما يتم انتخاب مُدير تنفيذي جديد، للحفاظ على استمرارية العمل في الشركة. وتتخصص هذه الشركة في المُعدات والآلات والمركبات المُستخدمة في القطاعات الزراعية والإنشائية والصناعية والدفاعية، مثل شاحنات “إيفيكو Iveco”، وجرارات ومعدات “نيو هولاند New Holland” و “كايس Case”، ومركبات الإطفاء “ماجيروس Magirus”، و “أف بي تي FPT” لإنتاج المُحرك وعُلب التُروس.

الشركات التابعة لـ “أكسور”:
مصرف ليوناردو Banca Leonardo
ويلّتِك Welltec لإنتاج رجال آليين لصناعة النفط والغاز.
مجموعة الإيكونوميست Economist Group للنشر والصحافة

مجموعة فيات – كرايسلر للسيارات FCA
“سي أن أتش” الصناعية CNH Industrial: لإنتاج المعدات الزراعية والإنشائية ووالشاحنات والحافلات والمركبات المُتخصصة.
فيراري Ferrari

الشركات التابعة لمجموعة “فيات – كرايسلر FCA”:

إنتاج السيارات:
إيطاليا: فيات، فيات بروفيشيونال، ألفاروميو، أبارث، لانسيا، مازيراتي
أمريكا: كرايسلر، دودج، جيب، رام، “أس آر تي SRT”، و “آر/ تي R/T”، موبار Mopar

شركات أخرى ضمن المجموعة:
كوماو Comau: لتقنيات الإنتاج الصناعي والأتمتة والرجال الآليين لتجميع المركبات.
“في أم” موتوري VM Motori: لإنتاج مُحركات الديزل.
تِكسيد Teksid: مصهر بمتخصص بسبك وصب الحديد الخاص بصناعة السيارات.
مانيتي ماريلّي Magneti Marelli: لإنتاج أجزاء ومكونات السيارات الإلكترونية والكهربائية.
دار النشر الصحفي Italiana Editrice: وتملك صحيفتي La Stampa و Il Secolo XIX.

Facebook Comments

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: