أحدث المواضيعخبر اليومرولز رويس

الروائع الثمان: قصة رولز رويس تنتظر فصلاً جديداً

ننتظر نهاية الشهر القادم ظهور جيل جديد من رولز رويس فانتوم، وتنتظر معنا أجيال سبعة من السيارة الإنجليزية الفاخرة، تتوق لرؤية الجيل الثامن الذي سيحمل جيناتها جميعاً ولكن بقلب وقالب معاصر.

من جهتنا سنقدم لكم هنا معلومات عن أجيال فانتوم والتي يعتبرها البعض أفخم سيارة في العالم بلا منازع. ولكم أدناه ما يمكن اعتباره كتيّب تاريخ مصّغر للروائع الثمان. هذه هي سيرة فانتوم التي تحتفل العام الحالي بعيدها الـ 92 لتصبح الاسم الأطول عمراً في عالم السيارات.

تاريخ رولز رويس فانتوم 

في العام 1925، ظهرت فانتوم للمرة الأولى، وذلك بعد تطوير سرّي لنموذج بالرمز “السيارة المدرّعة الشرقية Eastern Armoured Car”. وكما يشير الإسم فقد كان الهدف صنع سيارة معدة لاستعمال الجيش في الحرب العالمية الأولى، بل أن لورنس العرب استعملها وأطرى عليها كثيراً. ولاقت فانتوم الأولى النجاح مباشرة مع تقديمها، وكان محركها سداسي الأسطوانات سعة 7.668 لتر قوي بما فيه الكفاية ليجعلها رشيقة الحركة.

الجيل الثاني من رولز رويس فانتوم

عُرف هنري رويس بكلماته “أحضر أفضل الموجود وأجعله أحسن”، فجاءت النتيجة بالجيل الثاني من فانتوم في العام 1929، ولكن هذه المرة مع قاعدة جديدة بالكامل ومحرك محسّن.

وكان مالكوم كامبل Malcolm Campbell، وهو صحفي سيارات ومتسابق بريطاني مخضرم، بدأ يجهز لكسر الرقم العالمي بالسرعة في بداية الثلاثينات، وطبعاً لم يكن ان اختار افضل من رولز رويس ليحصل من خلالها على عديد من الجوائز. وحتى العام 1932 كان كامبل قد حصل على عدد من التتويجات في الجائزة الكبرى، وكسر الرقم العالمي أيضاً للسرعة، ليس لمرة واحدة، وإنما لست مرات! بل كان أن منحه الملك جورج الخامس لقب فارس.

لم يتوقف كامبل عند هذا، وظل يحلم بتجاوز سرعة 300 ميل/ساعة (482 كلم/ساعة)، وكان متأكداً أن المحرك الوحيد الذي سيستطيع معه الوصول إلى هذه السرعة هو محرك الـ 36.5 لتر من رولز رويس المُعد للطائرات والذي ينتج قدرة 2300 حصان. ولك أن تخيّل مرة أخرى كيف كانت الأرقام لتبدو في ثلاثينات القرن الماضي.

في 22 فبراير 1933 قام مالكوم كامبل بأول تجربة جديدة له على متن سيارة الطائر الأزرق Blue Bird، فوصل إلى سرعة 438 كلم/ساعة، وبعد ذلك بشهر احتفل كامبل باستلام سيارته الخاصة وهي نسخة كونتيننتال من الجيل الثاني من رولز رويس فانتوم.

بُنيت نسخة كونتيننتال عند تقديمها في العام 1930 على قاعدة عجلات قصيرة، لتصبح نسخة أكثر رياضية للجيل الثاني من فانتوم Phantom II. وبالرغم من أن وزنها وصل آنذاك إلى 2.5 طن، إلا أن سرعتها القصوى ناهزت 150 كلم/ساعة. وطلب كامبل سيارته خصيصاً بمطفأة للحرائق ومنافذ عادم طويلة وزامور من بوش Bosch وآخر من كلاكسون Klaxon. أما اللون، فأزرق بالتأكيد بلمعة لؤلؤية أنيقة.

رولز رويس فانتوم – الجيل الثالث

كان الجيل الثالث هو مشروع هنري رويس الأخير، فبعد مرور 12 شهر على تطوير الجيل الثالث من فانتوم، توفي رويس في العام 1933 عن عمرة يناهز الـ 70 عاماً. بعد ذلك بعامين تم الكشف عن السيارة الجديدة بمحرك من 12 أسطوانة واستمر إنتاجها من 1936 وحتى الحرب العالمية الثانية. كان هناك العديد من ضحايا الحرب، وحيث أنه لم يتم الإعلان عن فانتوم أخرى فقد ظن البعض أن السيارة سقطت ضحية أيضاً.

إحدى النسخ الرائعة المتبقية من الجيل الثالث هي سيارة المشير البريطاني بيرنارد مونتغمري، والذي استطاع قيادة قوات الحلفاء إلى الانتصار خلال معركة علم حلفا وفي معركة العلمين الثانية عام 1942، والتفوق على قوات المحور -ألمانيا وإيطاليا- خلال معارك الحرب العالمية الثانية. وعموماً يرجع له الفضل في هزيمة قوات المحور في شمال إفريقيا كلها، وبعد ذلك انتقل لقيادة الجبهة في إيطاليا وشمال غرب أوروبا وكان من قادة الحلفاء في معركة النورماندي التي نزل فيها الحلفاء إلى أوروبا لمواجهة القوات النازية والتقدم نحو برلين.

وبالرغم من لقب “المتقشف” الذي رافقه، فقد كان المشير مونتغمري متطلباً عندما تعلق الأمر بسياراته، فقد كان يملك ثلاث نسخ من رولز رويس فانتوم III. واستعمل إحداهن كسيارة يومية تقلّه مع ونستون تشرشل خلال التحضيرات لـ D-Day، أو ساعة الصفر، وهي أكبر عملية غزو بحري في التاريخ انتصر فيها الحلفاء عند غزو نورماندي الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية.

وجاءت إحدى نسخ رولز رويس فانتوم III (في الصور أدناه) والتي امتلكها مونتغمري بتصميم متفرّد للزجاج الأمامي الذي كان مائلاً للأمام فجعل السيارة اكثر انسيابية بحوالي 15% مقارنة بالنسخ العادية الأخرى.

الجيل الرابع بين يدي محمد شاه

في العام 1950 تم صنع فانتوم IV، وكسيارة مخصصة للأمير فيليب وبعده الأميرة إليزابيث، ولكن بعد أن ظهرت للملأ، وصل الشركة 17 طلباً خاصاً للتصنيع من ملوك ورؤساء دول مختلفة في العالم. وتميزت السيارة آنذاك بمحرك سلس من ثماني أسطوانات يعمل بهدوء تام على السرعات المنخفضة، مما جعلها مناسبة تماماً كسيارة للمواكب.

واحد من السيارة الفاخرة المصنّعة خصيصاً كانت بطلب من السلطان محمد شاه، ويعرف أيضاً باسم: آغا خان الثالث، والذي أسس جماعة مسلمي كل الهند All-India Muslim League ، وقامت الجماعة لاحقاً بالعمل لتأسيس دولة مسلمة في شمال الهند هي الآن باكستان.

وحظي السلطان باحترام عالمي كبير وتم تكريمه من عدد من الحكام والملوك من أمثال الملكة فيكتوريا والملك إدوارد السابع والملك جورج الخامس وإمبراطور ألمانيا وسلطان تركيا العثمانية وشاه إيران.

أما سيارة فانتوم الخاصة به، فقد تميزت بخطوط منسابة وبأغطية على العجلات الخلفية بأسلوب Sedanca de Ville، وفي الداخل جاء الجلد ممتاز النوعية بلون أحمر. وكان أن احتاجت السيارة عامين للصنع، من 1950 وحتى 1952، واحتوت دكتافون Dictaphone ومجموعة كاملة من أواني الرحلات ومرآة قابلة للتعديل ومشطاً وفرشاة فضية جميعهاً بنقش رمز السلطان، وجاء ذات النقش على الأبواب أيضاً.

رولز رويس فانتوم : الجيل الخامس والسادس

تم إنتاج فانتوم V من العام 1959 وحتى 1968، فصنعت منها الشركة الإنجليزية 516 وحدة. أما فانتوم VI فعاشت مدة أطول: من 1968 وحتى 1990.

وسنرى إحدى نسخ الجيل الخامس ممثلة بسيارة المغني البريطاني الشهير جون لينون، والذي كان أحد أعضاء فرقة البيتلز.

وكمثال على الجيل السادس من رولز رويس فانتوم، يمكنكم مشاهدة سيارة الملكة إليزابيث الثانية وهي ذات السيارة التي أقلّت كيت مديلتون ووالدها إلى حفل زفافها مع الأمير ويليام. ووافقت ملكة بريطانيا على عرض سيارتها Phantom VI State Limousine خلال الاحتفال الذي سيتم به تقديم الجيل الجديد من رولز رويس فانتوم.

كان أن وافق العام 1977 اليوبيل الفضي للملكة، فقررت جمعية صناع وتجار السيارات البريطانية اهداء سيارة ليموزين جديدة للملكة إليزابيث. وقد تكون أكثر التفاصيل جلباً للاهتمام في هذه السيارة هو السقف المرتفع والذي يحتوي زجاجاً مقاوماً للرصاص.

وكما هو الحال مع أسطول السيارات الملكية، فعند استقلال الملكة للسيارة يتم استبدال شعار رولز رويس بشعار Royal mascot الذي يُظهر القديس جورج على حصانه وهو يقتل التنين، أما عندما تزور سكوتلاندا فيتم تثبيت شعار الأسد الفضي في المقدمة.

Photo credit : GEOFF CADDICK/AFP/Getty Images

الجيل السابع من رولز رويس فانتوم: الأكثر شهرة ورواجاً

جوهرة العلامة جاءت في العام 2003 مع فانتوم VII بتصميم كلاسيكي أنيق ومحرك من 12 أسطوانة سعة 6.75 لتر وقدرة 453 حصاناً. وكان الجيل السابع من فانتوم قوياً بما فيه الكفاية للانطلاق من الثبات إلى 100 كلم/ساعة خلال 5.9 ثانية فقط، وفي ذات الوقت، كان يحمل من التفاصيل الفنية والحرفية العالية ما جعله أفضل سيارة في العالم.

تم تقديم الجيل السابع في الثانية الأولى من اليوم الأول من شهر يناير 2003، وبعد ثلاثة أشهر تم شحن أول النسخ إلى أستراليا، وبالتحديد إلى مدينة بيرث في أقصى غرب القارة، فقام صاحبها فرحاً بقيادتها حوالي 6000 كيلومتر عبر الساحل الغربي ثم إلى مدينة أديلايد وبعدها عبر ما يسمى Great Ocean Road أو طريق المحيط العظيم وصولاً إلى ولاية فكتوريا ومنها في النهاية إلى مدينة سيدني.

ولم تواجه السيارة أي مشاكل خلال الرحلة الطويلة، ما عدا دخول بعض الرمال إلى آلية سحب شعار السيارة في المقدمة وذلك خلال عاصفة رمال واجهت المركبة في الصحراء الأسترالية.

توقف إنتاج الجيل السابع نهاية العام الماضي، وتتحضر الآن أجيال رولز رويس فانتوم كلها لأن تجتمع معاً لأول مرة تحت سقف واحد للترحيب بالجيل الثامن. تابعونا في الأسابيع القادمة لمزيد من المعلومات عن أجيال فانتوم، وسننتهي مع تقديم فانتوم VIII آخر شهر يوليو القادم إن شاء الله.

صورة تشويقية للجيل الثامن من رولز رويس فانتوم:

Facebook Comments

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: