ستُقدم شركة بيجو الفرنسية لإنتاج السيارات في معرض باريس الدولي للسيارات مركبة اختباريةً كهربائية، اسمها “إي ليجند E Legend” مدعومة بتقنية القيادة الذاتية، وبتصميم مُستوحى من طراز “504 كوبيه” من ستينيات القرن الماضي.
التصور الوحيد للأمر هو كالتالي، في ستينيات القرن العشرين أرسل مُهندسون من بيجو سيارة 50 كوبيه إلى زملائهم في بيجو المُستقبل، ربما ما بين 2025 و 2035، وعملوا على تطويرها وتحسينها، وحينما أعادوا إرسالها للماضي يبدو بأنها توقفت في العام 2018، وبذلك يأخذ مُحبو علامة بيجو نظرةً على المُستقبل الواعد لعلامة الأسد الفرنسي.
والدليل على ذلك هو أن السيارة جمعت بين الماضي والمُستقبل، كما ما يزال شعار بيجو القديم موجودًا على الشبكة الأمامية.
جاءت 405 كوبيه بتصميمٍ بسيط لا يخلو من الأناقة الفرنسية، فقد خط تصميمها المُصمم الإيطالي “بينينفارينا Pininfarina” نهاية الستينيات من القرن الماضي. وما يزال، بعد خمسين عامًا، أنيقًا وجميلًا. لذا كان من المنطقي أن تُقدم لنا بيجو سيارةً اختبارية مُستقبلية فائقة التطور بخطوط مُستوحاة من الماضي.
تمزج “إي ليجند E Legend” ما بين الماضي والمُستقبل، فمن الماضي نجد الخُطوط المستقيمة، واللمسات الجمالية للطراز القديم، مع مساحات زجاجية كبيرة، وتشطيبات تقليدية من الخشب والقماش المخملي الناعم، والمعدن وحتى البرونز، بالإضافة إلى شعار بيجو القديم.
ومن المُستقبل، نرى نظام الدفع الكهربائي وتقنية القيادة الذاتية، والأنظمة الإلكترونية المُتطورة المدعومة بنظام ذكاء اصطناعي، فهنالك 16 شاشة رقمية مُختلفة القياسات مُوزعة في أنحاء المقصورة، حتى في حشيات البابَيْن والحاجِبَيْن.
وتُشدد بيجو على أن هذا الطراز ليس بغرض الاستعراض وإبراز العجلات، بل تجسيدٌ لمُستقبل العلامة، خُصوصًا في مجال تقنيات السيارات الجديدة؛ السيارات الكهربائية والقيادة الذاتية.
وقال جان – فيليب إمباراتو، المُدير التنفيذي لبيجو: “إن بيجو إي ليجند ليست مُجرد بيان تقني، بل هي رُؤية لعلامة تُركز بقوة على التفاؤُلية والمُستقبل المنشود. وبالنسبة لبيجو، تُعتبر القيادة الذاتية والكهرباء صنوان حتى مع المشاعر الأقوى. فلا وجود للضجر في قاموسنا إطلاقًا”.
كما أسلفنا، التصميم الخارجي وفيٌّ لتصميم الطراز القديم، مع خطوط مُحسنة ومنحوتة، وجسم مصقول. النصف الأعلى من الواجهة وفيٌّ للتصميم الأصلي، رغم أنه جاء أكثر حداثةً بطبيعة الحال، مع مصابيح “ليد”، النصف الأسفل يتضمن صادمًا عصري التصميم، بفتحات طولية على الجانِبَيْن لتحسين انسيابية الهواء.
في القسم الخلفي هنالك واجهة سوداء تمتد عرضيًا، تتضمن ست مصابيح خلفية مائلة، ثلاثة على كل جانب. التصميم الجانبي يُظهر بوضوح التاثر بتصميم 504 كوبيه، مع خط سقف مُستقيم، وإن كان مع خطوط منحوتة أكثر للجوانب، وهنالك عجلات معدنية بخمسة أذرع رفيعة، قياس 19 بوصة، مكسوة بإطارات ميشلان.
أما البابَيْن، فإنهما يُفتحان بواسطة أزرار لمسية، مخفية ضمن النافذة الجانبية. كما يوجد على العمود الخلفي شريط أسود، مُستوحى بدوره من السيارة القديمة، وإلى جانب ذلك يتضمن شاشة صغيرة، تعرض كلمات ترحيبية للسائق وتعرض نسبة شحن مُدخرة الطاقة.
بالنسبة للقياسات العامة للسيارة؛ يبلغ طولها 4.65 متر، وعرضها 1.93 متر، وارتفاعها 1.37 متر، وطول قاعدة العجلات 2.69 مترين.
بالانتقال للداخل، التصميم اختزالي ومُبسط، تمامًا كما السيارات القديمة، ولكنه مُطور ليتلائم مع مفهوم “iCockpit”، وبدلًا من المفاتيح التقليدية هنالك شاشة لمسية قياس 6 بوصات، مع مفتاح دوّار للتحكم بالإعدادات. كما يوجد لوحة إلى يسار المقود، تتضمن أزرار لوضعيات القيادة.
المقود جاء من المُستقبل، فهو على شكل مُستطيل تقريبًا، ولكنه يتضمن تشطيبات خشبية. وعند تفعيل وضعية القيادة الذاتية يتراجع ليختفي داخل لوحة القيادة، كما يتم آليًا إمالة المقاعد، ورفع مساند اليد.
على الصعيد التقني، تحتوي لوحة القيادة عل شاشة مُنحنية قياس 49 بوصة، ويوجد شاشة قياس 29 بوصة في حشية باب، وشاشة في كل حاج للشمس، قياسها 12 بوصة. وفي الإجمال هنالك 16 شاشة من مُختلف القياسات.
المقاعد جاءت بتصميم وتطريزات شبيهة بمقاعد حقبة الستينيات والسبعينيات، مع كسوة قماشية من المخمل الناعم بلون فيروزي. ولتدعيم الشعور بالفخامة، هنالك نظام تعطير طُوِّر بالتعاون مع بيت العُطور الباريسي Ex Nihilo، يتضمين عطرَين خاصّين بهذه السيارة. وتقول بيجو بأنها سعت للمُوازنة ما بين برودة التقنية الحديثة وحميمية المواد الطبيعية.
بيجو إي ليجند، قوة باهرة:
على صعيد القوة الدافعة، تتضمن السيارة مُدخرة طاقة سعة 100 كيلووات ساعي، كافية لمدّ السيارة بالطاقة للسير مسافة 600 كيلومتر، وفق دورة WLTP. كما تُوفر تقنية الشحن السريع إمكانية شحنها بما يكفي للسير 500 كيلومتر خلال 25 دقيقة. ولأنها من المُستقبل، يُمكن شحن مُدخرات الطاقة لاسلكيًا.
على صعيد المُحرك وقوته، هنالك مُحرك كهربائي بقوة 456 حصان (340 كيلووات)، وعزم دوران 800 نيوتن – متر، يوزع طاقة المُحرك على كلا المحورَين، وبالتأكيد سيكون التسارع رياضي الطابع، حيث تنطلق من وضعية التوقف إلى 100 كيلومتر في الساعة في أقل من اربع ثواني، وتصل سرعتها القُصوى إلى 220 كيلومتر.
رحلة مُمتعة مع القيادة الذاتية أو بدونها:
في يتعلق بالجانب التقني للقيادة الذاتية، هنالك نظام ذكاء اصطناعي حدسي Intuitive AI Technology يعمل بالأوامر الصوتية، ويدعم 17 لغة، يستجيب لأوامر السائق، حتى في فتح وإغلاق الأبواب. ولتلبية حاجة السائق والراكب، هنالك وضعيتان:
– “ناعم Soft”: توفر الراحة والهدوء خلال الرحلة، مع تقليل المعلومات المعروضة على الشاشات؛
– و “نشطة Sharp”: توفر قيادة ذاتية نشطة، مع عرض المزيد من المُحتوى والمعلومات على الشاشات.
ولمُحبي القيادة التقليدية، يُمكنهم الاختيار من بين وضعيتَين:
– “أسطوري Legend”: وهي مُناسبة للقيادة بقصد التجوال والاستمتاع، ولهذه الغاية تعرض الشاشة أمام السائق لوحة عدادات رقمية تُحاكي عدادات 405 كوبيه، كما تعرض الشاشات الجانبية صورًا تُحاكي التشطيبات الخشبية والمعدنية.
– و “مُعزز Boost”: وهي خاصة للقيادة النشطة والسريعة، حيث تعرض الشاشات صورًا مُحيطية لكامل الطريق.
لقد طُور نظام الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع شركة “ساوندهاوند SoundHound” العاملة في أبحاث اللغات الطبيعية والتعرف الصوتي، وقالت بيجو بأنها ستُقدم نُسخةً مُعدلة للاستخدام التجاري في سياراتها خلال عامين.
تعليق واحد