في الوقت الذي تُقدّم به محركات الديزل كفاءة وعزمًا أعلى واستهلاكًا أقل للوقود مقارنة مع المحركات العاملة بالبنزين، تنفث محركات الديزل بانبعاثات سامة ومُسرطنة تحايل حولها الصانعون لتسويق منتجاتهم لعقود طويلة، إلى أن أتت فضيحة فولكس واجن الأكبر في تاريخ صناعة السيارات لتُعيد الوعي للجميع.
اكتُشف آنذاك أن محركات الديزل من فولكس واجن تزيد بانبعاثاتها 40 ضعفًا عن الحد المسموح به، وأنها تتحايل باستخدام نظام الكتروني يُقلل الانبعاثات مؤقتًا عن ربط كمبيوتر السيارة بنظام لفحص الانبعاثات. وأدت الفضيحة إلى تغريم الشركة الألمانية عشرات المليارات وسحبها مئات آلاف من سياراتها، والمساس بسُمعتها. وكان للبعض أن انتقلوا على خلفية الفضيحة لشراء السيارات الهجينة طمعًا بالقدرة الأعلى والتوفير الأفضل، وانتهى الأمر اليوم بقرار أكبر صانعة سيارات رياضية في العالم التخلّي نهائيًا عن استخدام محركات الديزل.
وفقًا لإحصاءات العلامة الألمانية، فإن سيارات الديزل لم تُشكّل سوى نسبة 12% من مبيعات بورشه في 2017، في حين أن نسخ باناميرا الهجينة سجّلت ما مقداره 62% من مبيعاتها، وهذا فارق واضح كالشمس، وبناءً عليه، قررت الشركة الاستماع إلى أصوات جماهيرها ووقف تطويرها لمحركات الديزل، مع إعلانها استثمار 6 مليارات يورو حتى العام 2022 لتطوير المحركات الكهربائية.
يقول أوليفر بلوم، رئيس بورشه التنفيذي: “بورشه لا تُشَيطن الديزل، لقد كانت وستظل تقنية محركات هامة، لكننا على كل حال صنّاع سيارات رياضية، ولطالما كان الديزل يلعب دوراً ثانوياً في خط إنتاجنا، ولكن آن الوقت لأن يكون مسقبلنا خالٍ من الديزل”.
يأتي الإعلان قبل أسابيع من تدشين طراز تايكان، وهو أول سيارة ألمانية رياضية كهربائية. في ذات الوقت، وإن لم تكن ترى أن التقنية الكهربائية وصلت إلى التطور المأمول منها بعد، فإن بورشه مستمرة بتطوير محركات الاحتراق الداخلي، العاملة بالبنزين ، يُضاف إليها أنظمة الدفع الهجينة، أي أن تجربة القيادة العاطفيّة ستظل متاحة بنكهة البترول والكهرباء حتى تعتاد على التحوّل المستقبلي.
جدير بالذكر أن بورشه ليست الوحيدة بتخلّيها عن خيارات محركات الديزل، فقد أوقفت كل من تويوتا ونيسان وهوندا وفورد وفيات كرايسلر وكاديلاك وغيرها، تطوير محركات الديزل آنفاً، في خطوة تُنبؤ بتخليهم عنها لاحقًا وتُسهّل استثمارهم بتطوير أنظمة الدفع الكهربائية.