سواء أحببت الشكل أم لم يمتّع ناظريك، فالجيل الثالث من بنتلي كونتيننتال جي تي Continental GT يمثّل واحدة من أفخم السيارات الكوبيه على الاطلاق وأكثرها تطوراً من الناحية التقنية، بل ويتباهي بحرفية يديوية عالية صَنّعت وأنجَزَت بمهارة مقصورته المترفهة.
وكانت كشفت بنتلي اليوم عن التفاصيل الكاملة لسيارتها الجديدة Continental GT، مؤكدة أنها تجمع بين كفاءة الأداء المفعم بالحيوية والفخامة منقطعة النظير وأنها تشكّل أوج إنجازات الشركة التصميمية والهندسية وترسم ملامح الخطوة التالية في رحلة بنتلي.
من المفترض أن تظهر بنتلي كونتيننتال جي تي Continental GT الجديدة على الملأ في معرض فرانكفورت الدولي للسيارات المعروف بـ IAA في الفترة بين 12 و24 سبتمبر 2017، ولكننا نقدم لكم هنا المعلومات الكاملة والتفصيلية عن الجيل الثالث من الكوبيه الفاخرة.
التصميم: تطوّر جريء للجينات
يرتكز التصميم الخارجي لبنتلي Continental GT الجديدة على رؤية جريئة ومتميّزة، ويُسهم جسم السيارة والمواد الحديثة في تقليل الوزن بما يزيد عن 80 كيلوغراماً مقارنة بجسم سيارة Continental W12 السابقة. وبينما تحتفظ Continental GT بالأناقة الكلاسيكية، فإن شكل الطراز الجديد يستلهم الكثير من خطوطه من الاختبارية EXP 10 Speed 6.
تم صُنع السطح الخارجي من الألومنيوم باستخدام تقنية التشكيل الفائق Super Formed technology، وهي تقنية تستخدم الألومنيوم المُسخَّن حتى درجة حرارة 500 مئوية لتسمح للمصمّمين رسم خطوط هيكل أكثر تعقيداً وحاد القسمات وبنية جانبية أكثر عمقاً أيضاً. وبهذا فتُعدّ Continental GT أول سيارة يتم إنتاجها على الإطلاق بجوانب هيكلية كاملة مصنوعة من خلال عملية التشكيل الفائق.
يتسم القطاع الجانبي للجيل الجديد بأنه أطول وأكثر انخفاضاً ويعود السبب في ذلك بشكل جزئي إلى وضعية العجلات الأمامية التي تقدّمت للأمام لمسافة إضافية بمقدار 135 ملماً، وهو ما سمح بدوره بتمديد غطاء المحرّك وخفض مستوى ارتفاع مقدّمة السيارة. ومع ذلك تظل الخطوط التصميمية الرئيسية المميّزة لسيارة Continental الأصلية مهيمنة على المشهد. وتمثّل خلفية السيارة خروجاً بارزاً عن النمط التصميمي التقليدي، حيث أصبحت الأضواء الخلفية الآن مصمَّمة على هيئة أشكال بيضاوية، وبما يعكس شكل فتحات العادم الموجودة تحتها.
تستخدم المصابيح الأمامية تقنية LED Matrix، لكن تصميمها هو ما أكسبها فعلياً تميّزاً وتفرّداً. فالأسطح الداخلية مستوحاة من شكل الأكواب الزجاجية كريستالية القطع، وهي تتسم بالشفافية مع حواف واضحة المعالم تلتقط الضوء المشع عليها. والنتيجة مشابهة لتأثير جوهرة ساطعة – وهو تأثير يتعاظم نطاقه عندما تقوم سلسلة الترحيب الاختيارية بإنارة الأضواء الأمامية تدريجياً عند الاقتراب من السيارة. كما تتسم الأضواء الخلفية بتأثير القطع الكريستالي، وهو ما يُبرِز العمق ثلاثي الأبعاد للعدسات.
وكمثال آخر على اهتمام بنتلي بالتفاصيل لتحقيق غرض هندسي مزدوج، تأتي مجموعات العادم بيضاوية الشكل مع جزء أنبوبي مُثقّب ومعقّد التكوين يضفي تفاصيل بصرية جمالية، بينما في الوقت ذاته يسهم في تخفيض درجة حرارة العادم.
ويمكنك اختيار بنتلي Continental GT خاصتك بواحد من 17 لوناً للطلاء الخارجي، أو طلب تنسيق الألوان بشكل كامل حسب رغبتك عن طريق برنامج التخصيص في بنتلي.
مقصورة رائعة ومُصنَّعة يدوياً
تُبرِز مقصورة بنلتي كونتيننتال جي تي الجديدة خبرة منقطعة النظير في استخدام المواد الأصلية، بدءً من أصناف الجلود الطبيعية فائقة الجودة، وصولاً إلى القشور الخشبية النادرة المستخرَجة من مصادر مستدامة – بما في ذلك قشرة خشب السنط، أحدث قشرة خشبية من Bentley – والتفاصيل الكرومية المصقولة يدوياً. ولأول مرّة تُقدَّم خيارات القشرة الخشبية المزدوجة الفريدة. ويجري استخدام أكثر من 10 أمتار مربّعة من الخشب في كل سيارة Continental GT، ويستغرق ابتكار وتركيب التجهيزات الخشبية يدوياً تسع ساعات.
وعند دخولك المقصورة فستلاحظ اللمسات النهائية للكونسول الأوسط والذي يتناسق مع الواجهة السفلية للوحة العدّادات، غير أنه يمكنك طلبه بتقنية جديدة مستوحاة من تصميم الأسطح الميكانيكية الدقيقة داخل أرقى الساعات الآلية السويسرية، والمعروفة باسم ’كوت دي جنيف‘ أو بالفرنسية بـ Côtes de Genève. وهذا السطح – الأول من نوعه في عالم السيارات – تتم معالجته آلياً على قطعة من الألومنيوم بسمك 0.6 ملم.
بدورها ترسي المقاعد القابلة للضبط ضمن 20 وضعية معايير جديدة في قطاع السيارات حسب بنتلي. وتسمح الألواح الوسطى الناعمة بتوفير أقصى فعالية لوظائف التبريد والتدفئة والتدليك، في حين يحتفظ فرش المقاعد بنمط تطريز Bentley المميّز. كما يُتاح أيضاً نمط تطريز جديد فريد يُسمّى بنمط تطريز ’ألماس في ألماس‘. ويتألّق نموذج التصميم الداخلي الجديد بميّزتي الحياكة والتطريز. أشكال الماسات الداخلية يجري تطريزها باستخدام آلة مصمَّمة خصّيصاً لهذا الغرض استغرق تطويرها ثمانية عشر شهراً، حيث تم بشكل فردي تحسين وبرمجة المحاذاة الدقيقة لكل درزة من الدرزات البالغ عددها 712 والتي تؤلّف كل شكل من أشكال الماسات – وبهذا يظهر الاهتمام منقطع النظير بالتفاصيل.
يمكن الاختيار من بين ثلاثة أنظمة صوتية. ويضم النظام القياسي 10 مكبّرات للصوت بقدرة 650 واط، بينما يستهدف نظام بانغ آند أولفسن Bang & Olufsen بقدرة 1,500 واط مع نظام من 16 مكبّراً للصوت وشبكات مكبّرات مضيئة أولئك العملاء المهتمّين بنمط الحياة العصرية. ويستفيد نظام بانغ آند أولفسن الجديد من استخدام نظام بيوسونيك BeoSonic لأول مرّة في عالم السيارات – وهو يمثّل طريقة جديدة لإعداد الصوت مع واجهة استخدام حسّية أحادية اللمس تتميّز بالبساطة. كما يُتاح لعشّاق الصوت الراقي نظام نايم Naim بقدرة 2,200 واط مع 18 مكبّراً للصوت، وهو مزوّد بمحوّلات فعّالة لصوت الجهير Active Bass Transducers مدمَجة في المقاعد الأمامية، وثمانية أنماط للصوت.
ولضمان الاستمتاع بالصوتيات بشكل مثالي، يتم استخدام زجاج عازل للصوت في الزجاج الأمامي والنوافذ الجانبية، مما يؤدّي إلى خفض مستوى الضجيج الخارجي الواصل للداخل بمقدار تسعة دسيبل مقارنة بالطراز السابق.
خلف عجلة القيادة، تبرز أجهزة القياس المخصّصة للسائق والتي أصبحت الآن رقمية بالكامل وقابلة للتهيئة. وفي حين تبدو العدّادات الرئيسية على هيئة عدّادات حقيقية، إلا أنها في الواقع عبارة عن أشكال رسومية رقمية مصمَّمة لتبدو بنمط ثلاثي الأبعاد. ويمكن لوحدة العرض هذه أن تعرض معلومات من النظام المعلوماتي الترفيهي بما في ذلك معلومات الملاحة.
وعند الضغط على زر تشغيل المحرّك، تنزلق القشرة الخشبية الموجودة في منتصف لوحة القيادة بهدوء إلى الأمام ثم تدور لتكشف عن شاشة لمسية بقياس 12.3 بوصة بجودة شاشات الرتينا، وقد تم تصميم واجهة المستخدم على غرار الهاتف الجوّال العصري، وتقول بنتلي أن بنية القوائم داخل النظام تتسم بالسلاسة وسهولة الاستخدام.
القلب النابض لبنتلي كونتيننتال جي تي: قدرة هائلة
ستُقدَّم بنتلي كونتيننتال جي تي الجديدة عند طرحها بطراز مُحسَّن من محرّك W12 TSI سعة 6.0 ليترات. وتعني الهيئة التصميمية الفريدة على شكل حرف ’W‘ أن المحرّك أقصر بنسبة 24 بالمئة من نظيره محرّك V12، وهو ما يعود بالنفع على مستوى توزيع الوزن وزيادة مساحة المقصورة القابلة للاستعمال.
ويولّد هذا المحرّك 635 حصاناً (626 bhp) وعزماً قدره 900 نيوتن-متر، ما يمكّن Continental GT التسارع من الثبات إلى سرعة 100 كلم/ساعة في غضون 3.7 ثواني، والوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 333 كلم/ساعة.
يجمع محرّك W12 TSI بين نظام الحقن المباشر للوقود عالي الضغط ونظام الحقن منخفض الضغط. ويؤدّي الجمع بين هذين النظامين إلى تخفيض انبعاثات الجسيمات وتعزيز توليد القوّة والعزم. وفي ظل نسبة انبعاثات لغاز ثاني أكسيد الكربون بمقدار 278 غ/كلم (تحسُّن بنسبة 16 بالمئة مقارنة بطراز Continental GT السابق)، فإن هذا المحرّك يتوافق أيضاً مع أهداف المرحلة الثانية من المواصفات الأوروبية للانبعاثات Euro 6، والمستوى الثالث من المواصفات الأمريكية للمركبات الأقل انبعاثاً ULEV 125.
يستفيد المحرّك الجديد من تقنية التشغيل-الإيقاف، لكن بفضل التقنية المتقدمّة التي تطبّقها شركة بنتلي، فقد أصبح ممكناً أيضاً أن يُبطئ المحرّك سرعته للغاية دون أن يتوقّف فعلياً. ولا يرتاح المحرّك عندما تكون السيارة متوقّفة فحسب، ولكن أيضاً عند القيادة بسرعات تقترب من التوقّف.
يقوم نظام الإزاحة المتغيّرة من بنتلي بإيقاف تشغيل نصف المحرّك في ظروف محدّدة. ويتم إيقاف عمل صمّامات السحب والعادم وحقن الوقود والإشعال في أسطوانات محدّدة مع عمل المحرّك بست أسطوانات من أجل تحسين الكفاءة. ومن العناصر الهامّة الأخرى، عجلة موازنة المزدوجة التي حلّت مكان محوّل العزم وذلك لتخميد اهتزازات مجموعة الدفع، ولتوفير قوّة ناعمة بشكل ملائم للسيارات الفاخرة عالية الأداء.
بالنسبة لعلبة التروس فهي بتعشيق مزدوج وثماني نسب، ومن المفترض أن توفر عملية تسارع سلسة مع سرعة في تغيير التعشيقات، فضلاً عن تحسين الاقتصاد في استهلاك الوقود ليصبح 12.2 ليتر/100 كلم مقارنة بأرقام الطراز السابق البالغة 14.2 ليتر/100 كلم.
ويمكن الوصول إلى السرعة القصوى في التعشيقة السادسة، بينما تعمل التعشيقتان السابعة والثامنة كتعشيقات مضاعِفة للسرعة للتمتّع بقيادة أكثر سلاسة.
الدفع يأتي بجميع العجلات Active All-Wheel-Drive System حيث يتم تغيير تقسيم العزم بين العجلات الأمامية والخلفية تبعاً لظروف القيادة، ولكن سوف تستخدم السيارة الدفع بالعجلات الخلفية بقدر المستطاع أثناء القيادة العادية للحصول على فعالية مثالية وأداء ديناميكي. وبحسب الظروف وأسلوب قيادة السائق، يرسل النظام قوّة الدفع للمحور الأمامي عند الحاجة. وهذا يسهم في تقليل تأثير التوجيه المنخفض الناتج عن نظام الدفع الثابت بجميع العجلات، وكذلك إثراء تجربة القيادة.
نظام التعليق والتوجيه
يتمتّع الجيل الثالث من بنتلي Continental GT بميّزة الركوب الديناميكي Bentley Dynamic Ride، وهي عبارة عن نظام تحكّم متطوّر بجهد 48 فولت للتحكّم بالسيارة. ويعمل النظام على مراقبة وضبط المشغّلات الإلكترونية في القضيب المانع للتمايل لكل محور، وبالتالي يحسّن من خصائص التماسك وراحة الركوب، كما يمنح شعوراً بأن السيارة أخف وزناً وأكثر دقّة.
ومن خلال نظام بنتلي للتحكّم بحيوية القيادة Drive Dynamics Control، يمكن الاختيار من بين أنماط قيادة مختلفة: النمط المريح Comfort أو نمط Bentley أو النمط الرياضي Sport، حيث يتم تعديل نظام التعليق والمحرّك وصندوق التروس وأنظمة الشاسيه الأخرى بما يتناسب مع نمط القيادة المختار. ويمكن للسائق تخصيص الإعدادات الديناميكية الخاصّة به.
هناك أيضاً ميّزة رئيسية أخرى تتمثّل في الجيل الأحدث من نظام التحكّم المستمر بالتخميد (CDC)، والذي يعمل باستمرار على ضبط قوى المخمّدات لتحسين مستوى الراحة لأقصى حد. ويقوم النظام باستمرار بقياس السرعة والمسافة بين العجلات وجسم السيارة عند كل منعطف ويعمل كذلك على تعديل كمية الهواء في النوابض عند اللزوم لضمان التوازن المثالي بين الراحة والتماسك. وقد تم صنع كلا المحورين الأمامي والخلفي من بنية خفيفة الوزن من الألومنيوم، مع تصميم متعدّد الوصلات في الأمام والخلف.
كما تضم Continental GT نظام التوجيه الكهربائي المعزّز آلياً (EPAS). ويعمل هذا النظام الجديد على تحسين استجابة السيارة للسائق، وفي الوقت نفسه يوفر عزلاً عن إزعاجات الطريق غير المرغوبة. يتسم نظام التوجيه باستخدام نِسَب متغيرّة للجريدة المسنَّنة. ومن شأن طرح نظام التوجيه الكهربائي المعزّز آلياً أن يسمح بتوفر سيارة Continental GT مع باقة واسعة من خصائص مساعدة السائق، بما في ذلك ميّزة المساعدة الفعّالة في الحفاظ على المسار (Active Lane Assist) وميّزة المساعدة في الازدحامات المرورية (Traffic Jam Assist) وميّزة المساعدة في ركن السيارة (Park Assist).
4 تعليقات