سنقولها بصراحة، ونعرف أن العديد من القراء لن يتفق معنا، ولكن نرى أن الصّقارة بالإضافة إلى صيد الأرانب أو الغزلان للمتعة أو صيد الأسماك للتباهي وثم إعادتها إلى الماء، كلها ممارسات غير مبررة أخلاقياً. فكيف لك أن تعذّب نفساً فقط لرغبتك بممارسة ما تسميه بالرياضة؟
طبعاً لا نلوم الذي يطلق طيره أو كلبه ليصيد ويأكل، فهذه الطبيعة. ولكن اليوم نرى ممارسة الصقارة للترفيه فقط، ولا يستفيد فيها حتى الصقر ذاته من فريسته. وعلى صعيد مشابه فقد تعود إلى ذاكرتكم بعض المشاهد التي صورت رجلاً صاد عدداً هائلاً من الغزلان ليقف أمامها متباهياً، ونحن نعرف وإياكم أن معظمها سيذهب سدىً.
صيدنا السمك لأكله حلال، ولكن يزعجنا ذلك المتشدق بقدراته، يظهر في برنامج صيد على إحدى محطات التلفاز، فيدخل صنارة في حلق سمكة ليسحبها من البحر، ثم يستعرض شكلها وطولها ووزنها ولونها وهي تنازع، وبالنهاية يرميها في الماء.
بنتلي قدمت الأمس نسخة من سيارتها الفخمة بنتايجا مزودة بباقة تجهيزات مخصّصة لما أسمته “رياضة الصيد بالصقور”. لا يمكن إنكار أن السيارة مميزة من كل النواحي، ونحن نُحيي الحرفية اليدوية العالية التي أخرجت المقصورة الفاخرة، ولكن نستغرب أن تشجع شركة مثل بنتلي الصقارة، فتسارع لإنتاج ما يمكن بيعه وبغض النظر عن مغزاه وجوهره.
وحسب بيان بنتلي الصحفي: “تحتوي Bentayga Falconry، التي تم تصنيعها يدوياً من قِبَل قسم Mulliner المتخصّص بتصميم التجهيزات الشخصية لسيارات Bentley، على وحدة في صندوق السيارة تشتمل على جميع التجهيزات اللازمة للتمتّع برحلات صيد ممتعة بالصقور”.
في الداخل تم اختيار فصيلة صقر الشروقي تحديداً لتزيّن اللوحة الخشبية على لوحة القيادة ، والشروقي هي فصيلة من الصقور تم استخدامها للصيد على مدار آلاف السنين، كما أنها لا تزال واحدة من أكثر أنواع الطيور التي يُقبِل الصيّادون على اقتنائها ومن أكثر الطيور قيمة اليوم، حيث تبلغ أسعار بعض الطيور الاستثنائية منها ما يصل إلى 1,000,000 دولار أمريكي.
وكل قطعة خشب من القطع الـ430 المكوِّنة لصورة صقر الشروقي الخشبية قد خضعت لأربع عمليات منفصلة هي القَطع، التظليل الرملي، الضغط والقَطع المزدوج، قبل أن يجري تجميعها يدوياً على مدى تسعة أيام. ويجري استخدام أخشاب من مختلف أنحاء العالم لصنع هذه القطع بما في ذلك أخشاب الكستناء، الكينا، البهشية، السنديان ، القيقب، الدردار والدلب .
حرفياً، تبدو لنا بنتايجا تحفة فنية غاية بالإتقان، ولكن يجب أن تترتب الأولويات برأينا أحياناً لما هو أهم من البيع. هل تتفق معنا؟