بالرغم من تواجد العديد من مصانع تجميع السيارات في مصر، إلا أن الحلم بصنع سيارة مصرية الهوية والاسم لم يُنسى، وهناك خطط لتطوير وإعادة تشغيل مصنع نصر للسيارات ولكن هذه المرة بشراكة مع مستثمرين أجانب.
وأكدت الشركة القابضة للصناعات المعدنية -وهي إحدى شركات قطاع الأعمال العام المصري – أنها دعت سابقاً الشركاء المحليين والأجانب للتقدّم بعروضهم الفنية والمالية في منتصف يوليو المقبل.
كانت إجراءات تصفية شركة النصر للسيارات بدأت في العام 2009 بسبب تراكم مديونياتها إلى 2 مليار جنيه، وتم تقليص عدد العمالة من 10 آلاف إلي 300 عامل حيث قدمت الشركة ميزانياتها محققة خسائر بلغت 165 مليون جنياً، ولكن قررت الجمعية العامة غير العادية لشركة النصر لصناعة السيارات في شهر سبتمبر من العام الماضي، وقف تصفية الشركة المصرية وإعادة النظر في استخدام الإحتياطى الرأسمالي للشركة القابضة للصناعات المعدنية، بقيمة 1.2 مليار جنيه في إعادة هيكلة وتسوية مديونية شركة النصر للسيارات.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة لفتح الباب لتشغيل وتدريب العمالة بالنصر للسيارات، بالإضافة إلى إعادة أكثر من 300 صناعة مغذية، وبالتالي تقليل الاعتماد على العملة الأجنبية في هذا القطاع.
أسئلة مهمة لم يتم الإجابة عليها
نصر ستعود من جديد، ويبقى أن نتساءل بأي شكل؟ هل ستعاود الشركة التعاون مع فيات؟ أم تسعى للإتفاق مع صانعين آخرين؟ مع العملاق تاتا أو فولكس واجن ربما؟ وهل سيكون الحديث عن إنتاج سيارة بمحرك احتراق داخلي؟ أم ستنطلق نصر نحو المستقبل لاستعمال قواعد لسيارات كهربائية؟
نود أن نسمع آرائكم في التعليقات أدناه
تاريخ شركة النصر للسيارات باختصار
تم تأسيس الشركة في العام 1959، وذلك ضمن مشروع القيادة المصرية في ذلك الوقت والذى حمل شعار “من الإبرة إلى الصاروخ”، وكانت النية آنذاك بتجميع السيارات في البداية وتصنيع الشاحنات للقوات المسلحة ومن ثم صناعة أول سيارة مصرية خالصة.
بدأت شركة كلوكنر-همبولدت-دوتيز Klöckner-Humboldt-Deutz الألمانية بالمشروع، ثم صدر قراراً جمهورياً في مايو 1960 بتأميم شركة النصر لصناعة السيارات، لتصبح ملكاً للحكومة المصرية.
وبالرغم من عمل الشركة على بعض مشاريع التصنيع مع NSU -التي تم دمجها مع أودي لاحقاً- وشركة IMR اليوغسلافية لتصنيع الجرارات الزراعية وغيرها، إلا أن الخيار وقع على فيات لإنتاج معظم الطرازات. وكانت نصر بدأت بتصنيع طراز رمسيس وبيعه بسعر 200 جنيه فقط، تلاه عدة طرازات من شركة فيات حققت نجاحاً جيداً لم يُكتب له الاستمرار طويلاً أمام الطرازات المنافسة.
صحيح أن تطور السيارات الأخرى عمل على جذب الأنظار نحوها، إلا أن سبب مديونية نصر جاءت لعدم توفر العملات الأجنبية لإبرام اتفاقيات التطوير، ثم جاءت السياسات الاقتصادية آنذاك لتحرير سعر الصرف مما أدى إلى عجز الشركة عن سداد مديونياتها نظراً للارتفاع السريع جداً لسعر الدولار.
من جهة أخرى كانت سياسة الدولة الاشتراكية تنص على بيع السيارات بما يتناسب ومتوسط الدخل للفرد في مصر، وهكذا فقد بيعت سيارة نصر 133 في أوائل الثمانينات مثلاً بمبلغ 3000 جنيه مصري، في حين كانت تكلفة تصنيعها حوالي 5000 جنيه مصري.
أنتجت نصر العديد من السيارات بالتعاون مع شركة فيات، حيث بدأت مع نصر 1100 ونصر 1300 ثم نصر 2300 في الستينيات. وتلها في السبعينات وما بعدها بالسيارات نصر 1100 R، نصر 124، نصر 125، نصر 127، نصر 128، نصر 131 ونصر 132. ثم نصر بولونيز، ونصر دوجان ونصر شاهين وريجاتا وتمبرا.
في مطلع الثمانينيات نجحت الشركة في الوصول إلى تصنيع 23 شاحنة و11 حافلة و60 سيارة ركوب يومياً، ووصل عدد العمال في هذه الفترة إلى 12 ألف عامل بالمقارنة بعدد 360 عامل مع بداية إنشاء الشركة. كما انشئ بها مركز للتدريب عام 1982 تحت إشراف معهد الكفاية الإنتاجية والذي كان يخرّج نحو 270 خريج سنوياً.

انا عندى موهبه تصمام سيارت