غالبًا ما يتخوف العامّة من انتقال إنتاج علاماتهم المفضّلة إلى مصانع في الصين، ولكن مع جيلي وفولفو وLynk & Co تبدو الأمور مختلفة، فقد أشار المُدير التنفيذي لشركة فولفو السويدية للسيارات لإمكانية استخدام مصنع الشركة لإنتاج سيارات علامة “لينك آند كو Lynk & Co” المُنضوية بدورها تحت مظلة مجموعة جيلي الصينية.
صرح السيد هاكان صامويلسون Hakan Samuelsson، المُدير التنفيذي لشركة فولفو، بأنه يُمكن لشركته توفير مرافقها وقُدراتها في أوروبا لمُساعدة علامة لينك آند كو Lynk & Co الشقيقة على توسيع أعمالها لتشمل أوروبا.
وكانت هذه العلامة الجديدة مُوجهة للشباب قد أُطلقت في العام 2016، وطرحت باكورة إنتاجها “طراز 01 SUV” من فئة السيارات المُدمجة في السوق الصينية في نوفمبر 2017 بأسعار تبدأ من 25 ألف دولار أمريكي. علمًا بأنها كشفت النقاب عن 01 SUV خلال فعاليات معرض شانغهاي للسيارات في أبريل الماضي.
وقال آلان فيسر، نائب رئيس لينك آند كو، في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بأن العلامة الجديدة تبحث عن فرص عالمية للتصنيع مع علامة فولفو. فيما أشار صامويلسون بأن شركته تُفكر في عرض مصنعها الكائن في منطقة جينت البلجيكية، لصنع هذا الطراز في حال رغبت الشركة الصينية في توسيع عملياتها لتشمل أوروبا. وكانت الشركة الصينية تدرس مُنذ فترة خيارات لإنتاج بعضٍ من طرازاتها خارج الصين، وانحصرت الخيارات في مصانع فولفو في بلجيكا، أو في مصنعها الذي تُشيده حاليًا في تشارلستون بولاية كارولاينا الجنوبية في الولايات المُتحدة الأمريكية.
وتتطلع لينك آند كو لطرح هذا الطراز في الأسواق العالمية اعتبارًا من مُنتصف العام المُقبل – 2019، على أن يصل للأسواق الأمريكية اعتبارًا من العام 2020.
ويتوافر هذا الطراز حاليًا بمُحرك احتراق داخلي يعمل بالبنزين، ولكن من المُخطط توفير نُسخ أخرى، منها هجينة Hybrid مدعومة بمُحركات كهربائية، أو تعمل بالطاقة الكهربائية الصرفة من خلال منفذ شحن Plug-in.
جيلي تطمح لما وراء سور الصين العظيم
قد يُعزز وضع عبارة “صُنع في أوروبا” طموح العلامة الصينية في أن تُصبح علامةً عالمية، شبيهة بمجموعة فولكس واجن الألمانية التي تُسيطر مُنذ عقدٍ تقريبًا على سوق السيارات الصينية. كما حولت العديد من شركات صناعة السيارات الصينية، مثل جيلي Geely و “بي واي دي BYD” اهتمامها نحو السوق العالمي بعد سنواتٍ من تصنيع طرازات زهيدة الثمن للأسواق المحلية.
وكانت مجموعة جيلي القابضة الصينية اشترت علامة فولفو السويدية من شركة فورد للسيارات في العام 2010، وأنفقت ما يزيد عن 11 مليار دولار أمريكي لتحديث مرافق الإنتاج، وفي العام الماضي، كما اشترت المجموعة الصينية في العام الماضي 50 بالمئة تقريبًا من شركة بروتون الماليزية القابضة لصناعة السيارات، و51 بالمئة من أسهم شركة لوتُس البريطانية الشهيرة في إنتاج السيارات الرياضية خفيفة الوزن.
ويطمح البليونير الصيني لي شوفو، مالك جيلي، لتحويل شركته إلى لاعبٍ عالمي، وكجُزءٍ من هذه الخطة كشف عن علامة لينك أند كو في العام 2016 كعلامةٍ مُوجهة للمُستهلكين الشباب.
وتملك فولفو 30 بالمئة من علامة لينك آند كو، فيما تملك جيلي للسيارات 50 بالمئة، وتسيطر “تشيجيانج هواتشينج لإنتاج السيارات” على النسبة الباقية، علمًا بأن الأخيرة تابعة بدورها لجيلي. كما تتشارك لينك آند كو خط الإنتاج مع طراز “أكس سي 40 XC” من فولفو في مصنع لوتسياو الكائن على بُعد 350 كيلومتر جنوب شانجهاي.
مع ذلك، يُواجه طراز “أس يو في 01” مُنافسةً قوية من طراز “أتش 6 H” الذي تصنعه شركة هافال Haval التابعة لمجموعة جريت وول للسيارات Great Wall، الأقل ثمنًا والأكثر شعبية، حيث يُباع بمبلغ 14 ألف دولار. وتُعتبر جريت وول أكبر شركة صينية لإنتاج السيارات الرياضية العملانية “SUV”، كما تسعى الشركة لتوفير عروض أغلى ثمنًا وأعلى جودة عبر علامة “وي Wey”، التي باعت 87 ألف وحدة تقريبًا في العام 2017.
فيما باعت لينك آند كو نحو 6000 وحدة من طرازها الجديد، الذي أطلقته قبل شهرين تقريبًا، وتتسع هذه السيارات المُدمجة لخمسة رُكاب، وتتضمن اتصال دائم بالإنترنت يسمح لمالكي السيارة بفتحها من دون مفتاح ومُشاركة السيارة مع الآخرين عبر زرٍ خاص في لوحة القيادة.
وبحسب فيسر، فإن لدى الشركة الجديدة خطة تمتد للعام 2021، تتمثل ببيع 500 ألف وحدة سنويًا عبر توفير خمس أو ست طرازات، تُباع نصفها في بر الصين الرئيسي وتتقاسم القارة العجوزة والعالم الجديد مبيعات النصف الآخر.
أما بالنسبة لعلامة فولفو، فقد ارتفعت مبيعاتها في الصين بنسبة 25 بالمئة لتصل لـ 114400 وحدة في العام الماضي، ووصف السيد صامويلسون أكبر سوقٍ لها بأنه سيُحقق “نُموًا سريعًا ومُستمرًا” في 2018.
تعليق واحد