أحدث المواضيع

أمريكا تُعاني من نقصٍ في الميكانيكيين

أشار تقريرٌ لصحيفة “نيويورك تايمز NYT” إلى وُجود نقصٍ مُزمن في الميكانيكيين على مُستوى الولايات المُتحدة، من بين أسبابه قلة المعرفة من جهة الشباب، وعدم وجود برامج تدريب مهنية كافية في المدارس الثانوية، الأمر الذي دفع بالعديد من شركات السيارات لإنشاء برامجها الخاصة لتكوين ميكانيكيين.

يُمكن الشعور بوجود نقص في الخبراء السيارات التقنيين والميكانيكيين بمُجرد الاتصال بوكيل السيارة لحجز موعدٍ لصيانتها، حيث سيُفاجئ السائق بعبارات مثل “هناك مواعيد محجوزة لأسبوعين مُقدّمًا”، أو “سنتصل بك لاحقًا لتحديد موعد”، ولقد استقصى الصحافي نورمان مايرسون في هذا الأمر وكشف عن الكثير من الجوانب المُتعلقة بهذا الأمر.

يتحدث مايرسون في تقريره المعنون “نقص في الميكانيكيين، شركات السيارات تدعو المدارس للاجتماع”، عن النقص في الميكانيكيين إضافةً إلى زيادة التعقيدات في سيارات اليوم. ويُشير تقرير أيضاً إلى أن التقنيين المُدربين من المُستوى العالي والميكانيكيين الكبار، ممن يتمتعون بخمس سنواتٍ وأكثر من الخبرة، يكسبون سنويًا 100  ألف دولار أمريكي، وهو راتب يُساوي ما يتلقاه مُوظفون أكاديميون من ذوي الياقات البيضاء، وذلك بحسب روبيرت باجانين، رئيس معهد لينكون التقني في ماهواه بولاية نيوجيرسي.

وأشار مُدير معهد فيات – كرايسلر للأداء “FCA  Performance Institute” بأن مُوزعي الشركة وظفوا ثلاثة آلاف ميكانيكي في العامين الماضيين، وسيحتاجون لخمسة آلاف آخرين.

وفي الإجمال، تُشير أكثر التقديرات تحفظًا، من مارك دافيس، مُدير برنامج السيارات في كُلية سيمينول في سانفورد بولاية كاليفورنيا، إلى أن هنالك نقصٌ بمقدار 25  ألف منصب شُغل للميكانيكيين في وكالات مُوزعي السيارات في عُموم البلاد، خلال السنوات الخمسة القادمة.

ويزيد من سوء الأمور  عدم وجود مراكز تدريب كافية لتغطية هذا النقص.

فتيات يتدربن في مدرسة لتعليم الميكانيك في عشرينيات القرن الماضي

إلى ذلك، لا يدخر وكلاء السيارات ومصنعوها جُهدًا في البحث عن الميكانيكيين والمُرشحين للعمل في مثل هذه الوظائف، في معارض العمل والمدارس المهنية وفي تجمعات الخُبراء. لا بل أجبر النقص الحاد في الميكانيكيين العديد من شركات السيارات، من بينها شركة “بي أم دبليو” أمريكا الشمالية لإطلاق برنامجها الخاص للتوظيف والتدريب، يُسمى “برنامج التعليم التقني للصيانة STEP”.

وأشار جاري أويماتسو، مُدير التدريب التقني لدى “بي أم دبليو” أمريكا، إلى أن هنالك “نقصٌ في الاهتمام بالميكانيكي وفهمها بين الجيل الشاب. حيث لا يُشاركون في أعمال الصيانة، كان الميكانيكي يبدأ مسيرته المهنية مع بعض الخبرة المُكتسبة من محطات الوقود، والآن الخبرة التي يكتسبها الشخص من عمله في هذه المحطات هي بيع العصائر المُثلجة”.

ويوجد في الولايات المُتحدة الأمريكية خمس مراكز تدريب للشركة البافارية، تُتيح تقديم خبرة نظرية وعملية، خرَّجت أكثر من 3500  طالب مُنذ 1996، وتُقدم تدريبًا مجانيًا للطلبة حيث يتحمل الوكلاء كلفة التدريب مُقابل توظيفهم.

يختار البرنامج الطلبة المُتفوقين من برامج التدريب على السيارات في المرحلة ما بعد الثانوية، ومن ثم يُدخلهم في برنامجٍ تدريبي خاص بسيارات “بي أم دبليو” مدته 16  أسبوع (أربعة أشهر) لتحضير الطلاب، ويكمل 400  طالب التدريب سنويًا، يذهب 94  بالمئة منهم للعمل لدى وكالات الشركة ومُوزعيها.

وإلى جانب تعليم الطلبة أساسيات إصلاح المُحرك وعلبة التُروس، يتمحور 90  بالمئة من التعليم حول الأنظمة الإلكترونية، وتبدأ مسيرة التقني أو الميكانيكي المهنية بالعمل كتقني لخدمات الصيانة، حيث يكون مسؤولًا عن صيانة الإطار، ومُوازنتها، وبرمجة إلكترونيات السيارة، وبعد ستة أشهر إلى عام ينتقل إلى وظيفية ميكانيك.

كما أطلقت كرايسلر مُنذ ثمانيات القرن الماضي “برنامج موبار المهني للسيارات”، والذي يعمل بالتعاون مع كُليات المُجتمع (المُتوسطة) والمدارس المهنية. مما يُتيح للطلبة المقبولين في برامج المنحة اكتساب خبرةٍ عملية ودخلًا ماديًا خلال فترة الدراسة. كما يوجد 80  برنامج شريك مع 4 آلاف طالب يعملون للحصول على شهادة مُعتمدة من “فيات كرايسلر للسيارات” ضمن برنامج مُدته من عام إلى عام ونصف أو درجة مُشارك بخبرة عامين.

ويُتيح إكمال البرنامج التدريبي للطالب العمل في وظيفة في مركز الصيانة مع خبرة عامين. كما يُعلمهم مركز لينكون ويُدربهم على الخبرات الميكانيكية والإلكترونية بما يعكس التغير في بيئة العمل، حيث يُوفر هذا المركز منهاج تدريب عام على السيارات، وبرامج خاصة بالتعاون مع العديد من صانعي السيارات مثل كرايسلر وأودي. ويتم توظيف ما نسبته 60 إلى 70  من الخريجين في وكالات السيارات، بينما يتم اختيار البقية للعمل في سلاسل صيانة الإطارات وقطع الغيار. إضافةً إلى التعاون مع العديد من المدارس الثانوية المهنية لتدريب طلبتها في صفوف جُزئية ضمن مرافق مركز لينكون.

وتبذل مراكز التدريب مُحاولات لتوسعة نطاق برامجها، منها العمل مع المدارس التقنية الخاصة من المُستويات الأدنى لتوظيف المُتدربين، لتعويض نسبة الفاقد السنوي التي تبلغ نحو 20  بالمئة، ممن يتقاعدون أو يُبدلون مجال تخصصهم.

إضافةً إلى تقديم برامج التعليم المُستمر على إبقاء التقنيين الخُبراء مُطلعين على أحدث المُستجدات والتقنيات التي تستخدمها الشركات.

مراكز الصيانة مصدرٌ إضافي للدخل

أصبحت أعمال أقسام الصيانة لدى الوكلاء والمُوزعين مصدرًا من مصادر الأربح، وذلك بعد انخفاض نسب الأرباح من المبيعات السيارات جرّاء المُنافسة.

وأشار تقرير الجمعية الوطنية لمُوزعي السيارات لعام 2016، إلى أن أنه تم توظيف 266  ألف تقني لإجراء أعمال الصيانة الميكانيكية وإصلاح السيارات.

كما أنفق مالكو السيارات قُرابة 19  بليون دولار أمريكي كأتعاب للصيانة والعمالة في أقسام الصيانة، إضافة إلى 9.6  بلايين دولار أمريكي لأعمال الصيانة والإصلاح ضمن فترة الكفالة.

عالم الميكانيك يتغير، ولكن المهنة لن تنقرض

كان الميكانيكيون سابقًا يحصلون على المهارات من خلال عملهم في محطات الوقود، التي كانت تُقدم العديد من الخدمات مثل تبديل الزُيوت والمرشحات، والإطارات، وتحت ظلال الأشجار، خلال مُحاولاتهم إبقاء سياراتهم المُستعملة عاملة، ولكن أصبحت سيارات اليوم التي يبلغ عُمرها من 10 إلى 15  عامًا أكثر متانة.

ولكن، يعتقد الكثيرون اليوم بأن وظيفة الميكانيكي أو التقني أصبحت أسهل بوجود أجهزة تشخيص الأعطال الحاسوبية، التي تُخبرهم أين يوجد العُطل، وهذه واحدة من المفاهيم الخاطئة حول دور هذه الأنظمة، ووفقًا للسيد أويماتسو: “لا تُخبرك أجهزة التشخيص عن الخطأ، إنها مُجرد أداة، ويحتاج التشخيص لتفسير رسالة الخطأ”

كما أصبح عمل الميكانيكي يتطلب مهارات في استخدام الأجهزة الرقمية لتشخيص أعطال المركبات، ولا يتعلق الأمر بمُجرد صوت طقطقة غريب من المُحرك.

لقد تراكم النقص في الميكانيكيين عبر عقود، ويُعتبر اختفاء برامج التدريب العملية من المدارس الثانوية أحد أسباب ذلك.

وبينما قد يجعل تقدم السيارات الكهربائية الصرفة من عملية تبديل الزيت عملًا من الماضي، إلا أن المشاكل الإلكترونية في السيارات الحديثة تُضيف مزيدًا من العمل في العديد من النواحي. لذلك لن تنقرض مهنة الميكانيكي، بل ستتطور.

Facebook Comments

مقالات ذات صلة

‫22 تعليقات

  1. مرحبا انا مختص في ميكانيك الشحنات العلب الترس الاتوماتيكيه والميكلنيك ونصف اليه والمحركات خبرة لا تقل من 15 سنه

  2. مرحبا معكم يوسف طعمة من سوريا ميكانيكي محترف خبرة ٢٥ سنة في السيارات مرسيدس اودي بي ام دبليو جميع السيارت الألمانية واليابانية والأمريكية ميكانيك كهرباء مكيف جيربكس مكينة دفرنشن خبر في استخدام الكمبيوتر نظام الدجنوس اريد الذهاب إلى كندا او امريكا او ألمانية اجيد الغة الانجليزية قراءا وكتابة ومحادثة

  3. انا محمد علي من سورية عمري ٤١ عاما عندي خبرة لاتقل عن ٢٢عاما في صيانة السيارات والمحركات وعلب التروس الاتوماتيكية استطيع تقريبا صيانة جميع انواع السيارات منها الامريكية واليابانية والالمانية عندي اجهزة فحص حديثة لتشخيص اعطال السيارات وبرمجتها واتكلم اللغه الانكليزية بطلاقة واستطيع القراءة والكتابة باللغه الانكليزية ارغب بشدة بالعمل بالولايات المتحدة الامريكية ولاارغب بالاقامة الداءمة فقط عقد عمل لمدة محددة وشكرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: