تقنية – هشام محمد
حصل محرك فيراري على المركز الأول في جائزة المحرك الدولي 2018، وذلك للمرة الثالثة على التوالي، كما حصل على أفضل محرك خلال 20 عامًا فى نقله نوعيه لمحركات سيارات الأداء العالي. ولكن لماذا؟
يذكر التاريخ أن شركه فيراري الايطالية لم تكن تعتمد على نظام الضاغط التوربيني Turbo وإنما على نظام حقن الهواء الطبيعي Natural aspiration. ولكن فى الأونه الاخيرة بدأت الشركه تُغير استراتيجياتها فى تصنيع المحركات، بل وقررت أن تزود جميع محركاتها بضواغط توربينية في السنوات القادمة.
لا يُعتبر الضاغط التوربيني الحل الأمثل في جميع الحالات، فعلى الرغم من تحسينه لأداء وكفاءة المحرك بشكل كبير، بما يتيح استخدام محرك بحجم أصغر، إلا أن الضاغط التوربيني يحتاج الى أنظمة مساعدة لتشغيله مثل نظام التزييت، وحلول لمعالجة تأخره فى الاستجابة، وكذلك تبريد الهواء الخارج منه. ولكن بشكل عام، رجحت كفّة حسنات الضاغط التوربيني على سيئاته، بل أن معظم السيارات التي حازت على جوائز محرك العام الدولي مزودة بضواغط توربينية.
يُستخدم محرك الفيراري الجديد Ferrari 3.9-litre biturbo V8 على طرازات Ferrari 488 GTB و 488 Spider و 488 Pista. وتقنيًاK فهو مؤلف من 8 أسطوانات بشكل V وزاوية ميل 90 درجة وضاغطين توربينيين، أبعاده الداخلية BxS تساوي 86,5 ملم 82 ملم ونسبه ال BSR للمحرك هي 1.05 ونسبة انضغاطه 9.4:1 .
وفي حين قد يرى البعض في هذه الأرقام محركًا عاديًا، خصوصًا مع وجود محرك 599 جي تي بي السابق مثلًا بنسبة انضغاط 11.2:1 و نسبه BSR تساوي 1.22 . إلا أن السر هنا يكمن فى التوربو ونسبه ضغطه العالية جدًا، فـ فيراري تفوقت فى تصنيع التوربو وطورت مداخل حقن الهواء لتُلغي الأثر النبضي على التوربينات، والذي يعتبره البعض كابوس مهندسي المحركات الأزلي. وكان من الذكاء ايضًا اعتماد نسبة الانضغاط بين العاليه والمتوسطه، وبهذا يمكنها استخدام ذات المحرك لأكثر من طراز مع تعديل القدرة النهائية حسب الحاجة سواء بتعديل ضغط التوربو فقط أو من خلال نظام الادارة الالكتروني للتحكم بالمحرك. وهذا ما أكدته الشركة لبعض طرازاتها القادمة التي تعتمد محركًا واحدًا بقدرات مختلفة.
تطوير محرك فيراري هذا ما زال مستمرًا، ولكنه حتى الآن استطاع اثارة إعجاب العالم، بل حتى ان استهلاكه للوقود مقبول تمامًا مع 10 لترات لكل 100 كلم فى المتوسط للقيادية العادية! … لا يسعنا إلا أن نرفع القبعه لمهندسي فيراري على هذه التحفة الفنية